غارات عنيفة تهزّ صنعاء .. رسائل إسرائيلية تتجاوز حدود اليمن
غارات عنيفة تهزّ صنعاء .. رسائل إسرائيلية تتجاوز حدود اليمن
صنعاء – بحر العرب
تحليل استراتيجي
هزّت انفجارات عنيفة العاصمة اليمنية صنعاء مساء اليوم الأحد 24 أغسطس 2025، بعد سلسلة غارات جوية استهدفت مواقع عسكرية ومخازن صواريخ تابعة لجماعة الحوثي، من بينها مناطق قريبة من المجمع الرئاسي .
وأكدت تقارير دولية أن سلاح الجو الإسرائيلي يقف خلف هذه الضربات، في خطوة غير مسبوقة توسّع نطاق المواجهة إلى قلب اليمن .
مشهد ميداني مرتبك
شهود عيان في صنعاء تحدثوا عن انفجارات متتابعة أضاءت سماء المدينة، فيما لم تُعلن حتى الآن حصيلة دقيقة للخسائر البشرية أو المادية .
مصادر محلية أشارت إلى أن الغارات طالت مواقع ذات طابع استراتيجي، ما يرجّح أن تكون محاولة لشلّ قدرات الحوثيين الصاروخية التي استخدمت في تهديد الملاحة بالبحر الأحمر .
البعد الاستراتيجي : رسائل متعددة
لا يمكن قراءة هذه الضربات بمعزل عن السياق الإقليمي الراهن .
فإسرائيل تسعى، من خلال استهداف العمق الحوثي، إلى توجيه رسائل مباشرة لإيران مفادها أن أذرعها ليست بمنأى عن الاستهداف حتى في الجغرافيا البعيدة .
كما تحمل هذه الغارات إشارة واضحة لدول الخليج، بأن التحدي الحوثي لم يعد قضية يمنية محلية، بل جزء من شبكة صراع أكبر يتداخل فيها البحر الأحمر مع مضيق باب المندب ومعادلات أمن الطاقة العالمية .
انعكاسات محتملة
1.على الحوثيين : من المرجح أن ترد الجماعة بعمليات انتقامية ضد الملاحة أو عبر تصعيد الخطاب السياسي، محاولةً الظهور بمظهر الضحية أمام الرأي العام الإقليمي والدولي .
2.على اليمن : استمرار تحويل البلاد إلى ساحة صراع بالوكالة، ما يفاقم عزلة صنعاء ويضاعف معاناة المدنيين .
3.على الإقليم : دخول إسرائيل المباشر في المشهد اليمني يفتح الباب أمام سباق معقد بين طهران وتل أبيب، وقد يدفع بعض القوى الخليجية إلى إعادة حساباتها الأمنية والسياسية .
ما وراء الضربة
اللافت أن الضربات جاءت متزامنة مع تصاعد الحديث عن ترتيبات دولية لإعادة فتح ممرات آمنة للملاحة التجارية في البحر الأحمر .
وهذا يعني أن صنعاء، في لحظة واحدة، أصبحت ليست فقط ساحة حرب، بل نقطة ارتكاز استراتيجية في لعبة النفوذ الدولي والإقليمي .
تحرير : وحدة الشؤون السياسية – صحيفة بحر العرب