بحث

اليمن بين معادلة الصاروخ والعملة : خريطة استراتيجية للمشهد الوطني 3 سبتمبر 2025


 

اليمن  بين معادلة الصاروخ والعملة : خريطة استراتيجية للمشهد الوطني 3 سبتمبر 2025

أولاً: المشهد الوطني الأوسع

•تصعيد أممي–حوثي: الأمم المتحدة رفعت عدد موظفيها المحتجزين لدى الحوثيين إلى 19 بعد اقتحامات مقارّ أممية، ما يهدد عمليات الإغاثة ويُصعّب الوصول الإنساني. 

•تواصل الرسائل الباليستية والبحرية: الجماعة أعلنت هجمات جديدة على سفن بالبحر الأحمر، فيما تحدّثت تل أبيب عن اعتراض صاروخ أُطلق من اليمن—وهو مسار يُبقي جبهة اليمن ضمن توازن الردع الإقليمي. 

•تثبيت البيت الداخلي للحوثيين: مؤشرات على إعادة لَمّ الصف القيادي بعد ضربة استهدفت قيادات عليا في صنعاء، مع خطاب تعبوي لمرحلة «ما بعد الاغتيال». 

ثانياً: عدن (العاصمة المؤقتة)

•ملف العملة والرقابة المصرفية: البنك المركزي في عدن يواصل سياسة «القبضة التنظيمية» على شركات الصرافة (تعليق/سحب تراخيص وإغلاقات)، امتدادًا لحملة الأسابيع الماضية التي طالت عشرات المنشآت، تزامنًا مع تحسّن لافت في سعر الريال بمناطق الحكومة. دلالة ذلك: استعادة الثقة النقدية تدريجيًا وكبح المضاربات. 

•الكهرباء والخدمات: رغم التحسّن النسبي المتقطّع، تبقى أزمة الانقطاعات الطويلة واقعًا ضاغطًا على المعيشة، وتُستحضر كعامل هشاشة اجتماعية/أمنية في أي اضطراب اقتصادي. 

•الممرات البحرية/ميناء عدن: تحديثات قطاع الشحن تُظهر أثر الصراع على حركة السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، مع استمرار المخاطر التشغيلية والتحذيرات للملاحة. 

خلاصة عدن – زاوية استراتيجية :

نجاح المركزي في «تجفيف» قنوات المضاربة يمنح الحكومة أداة نفوذ اقتصادي مقابل الحوثيين، لكن استمرار هشاشة الخدمات (الكهرباء) يبقي قابلية الاحتجاج عالية إذا اهتز السعر مجددًا.

ثالثاً: حضرموت

•حراك مطلبي سابق في وادي حضرموت (تريم): موجة احتجاجات سلمية تصاعدية على تردّي المعيشة والخدمات برزت الشهر الماضي، وهي «باروميتر» يُقرأ لمعرفة اتجاه المزاج الاجتماعي إذا تباطأت المعالجات. 

خلاصة حضرموت – زاوية استراتيجية : الهدوء النسبي اليوم مشروط بتحسّن ملموس في الخدمات وفرص العمل؛ أي انتكاسة اقتصادية قد تُعيد الزخم للاحتجاجات.

رابعاً: مأرب

•تعليم ورسوم مدرسية: سلطة التعليم في مأرب حدّدت سقوف الرسوم في المدارس الخاصة وألزمت بضوابط بعد محاولات «التلاعب بالتخفيضات» مع تغيّر سعر الصرف. يَعكس ذلك محاولة تحصين المجال الخدمي من أثر تقلبات النقد. 

•أحوال الطقس والكوارث: سيول وأمطار شديدة خلال اليومين الماضيين خلّفت قتلى/مصابين وأضرارًا واسعة؛ ما يعيد ملف المخاطر المناخية إلى الصدارة في محافظة ذات كثافة نازحين. 

خلاصة مأرب – زاوية استراتيجية :

مأرب تُوازن بين جبهة الخدمات/النازحين وخطوط التماس. أي ضغط مناخي أو عسكري متزامن قد يخلق أزمة مركّبة.

خامساً: تعز

•قرارات محلية لتخفيف الأعباء : اجتماع رسمي اليوم لخفض رسوم خدمات للمواطنين وتأكيد تنفيذها—خطوة لامتصاص أثر الأسعار على الشرائح الأضعف. 

•تفشّي الكوليرا: ارتفاع الإصابات المشتبه بها إلى أكثر من 7,300 مع تسجيل وفيات (≥20)، ما يستدعي تعبئة صحية عاجلة وموارد مياه/صرف صحي، قبل أن يتحول الوضع إلى تفشٍ واسع. 

خلاصة تعز – زاوية استراتيجية :

البُعد الصحي صار عامل أمن إنساني؛ ضبط الرسوم لا يكفي دون تدخل عاجل في خدمات المياه والصرف.

سادساً: ملاحظات ميدانية مكمّلة

•ألغام في الجوف ولحج: ثلاثة قتلى وعدة إصابات هذا الأسبوع في حوادث ألغام—تذكير بأن ملف المتفجرات «تكلفة ممتدة للحرب» وتستنزف المجتمعات حتى بعيدًا عن الجبهات. 

•شبوة (طاقة): توجه لإنشاء 3 محطات كهرباء تعمل بالغاز في المحافظة—إن تحقّق، فهو تحوّل هيكلي لخفض كلفة الطاقة ورفع الاستقرار الخدمي بالجنوب الشرقي. 

التقدير الاستراتيجي السريع

1.اقتصاد مقابل صاروخ: الحكومة تراهن على استقرار نقدي/خدمي في عدن ومأرب وتعز، بينما الحوثي يراهن على ضغط إقليمي عبر الصواريخ والبحر الأحمر—صراع «أدوات» وليس جبهات فقط. 

2.إنسانيات ضاغطة: احتجاز موظفي الأمم المتحدة مع تفشي الكوليرا وسيول مأرب يهدد بتحويل المشهد إلى أزمة معقّدة تُقوّض أي مكاسب اقتصادية. 

3.نافذة ديبلوماسية – أمن الملاحة: استمرار المخاطر للملاحة يضع باب المندب/عدن تحت مجهر أممي دائم؛ أي خفض للتصعيد البحري سيعود مباشرةً على سلاسل التوريد وموارد الموانئ. 

متعلقات:

آخر الأخبار