بحث

قمة شنغهاي للتعاون 2025: لقاء “عقائدي” يحشد قادة الجنوب العالمي في الصين


قمة شنغهاي للتعاون 2025: لقاء “عقائدي” يحشد قادة الجنوب العالمي في الصين

تيانجين، الصين – بحر العرب

تحليل استراتيجي 

استهلت الصين قمة منظمة شنغهاي للتعاون (SCO) 2025 في تيانجين، حيث التقى الرئيس الصيني شي جين بينغ بضيوف رفيعي المستوى، بينهم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، لأول مرة منذ سبع سنوات. تُعد قمة هذا العام الأكبر في تاريخ المنظمة، بمشاركة أكثر من 20 زعيمًا عالميًا، في حدثٍ يحمل أبعاداً رمزية قوية في مواجهة الهيمنة الغربية .

1. قوة الجنوب في مواجهة القطب الواحد

يحمل تجمع زعماء العالم في قمة منظمة شنغهاي إشارة واضحة إلى نشوء محور استراتيجي معادي لأميركا والغرب، حيث يُعيد تشكيل العلاقات عبر التنسيق الاقتصادي والسياسي بعيداً عن خريطة التحالفات التقليدية .

2. الصين تلعب الورقة الجيوسياسية المتقدمة

اختيار الصين لتنظيم القمة، واستضافتها لهذا التجمع الكبير، يؤكد رغبة بكين في تقديم نفسها كقائد عالمي بديل يعيد تشكيل موازين القوة ويرسي قواعد جديدة للتعاون بين الدول النامية .

3. روسيا والهند : خلاصات شريكة

حضور بوتين ومودي يعكس تبنّي موسكو والهند لموقع جديد في اللعبة الدولية .

روسيا تبحث عن استعادة النفوذ على المسرح العالمي، والهند تقيم توازنات جديدة بعيداً عن التبعية الغربية .

4. زخّام جنوب – جنوب جديد

زيارة مودي للصين بعد انقطاع طويل تعكس تطوراً استراتيجيًا في العلاقات الثنائية، وقد تُرجم لاحقاً بتعاون تقني وتجاري أكبر، يعزز التكامل داخل الجنوب العالمي .

5. تحدي الغرب بلا إعلان تصريح

رغم محدودية الدور الأمني للـSCO، إلا أن رمزية تجمع قادة الجنوب تعكس تموضعاً فكرياً وسياسياً قد يملك أثرًا أبعد من الشراكات العسكرية أو الاقتصادية .

خلاصة استراتيجية

قمة شنغهاي 2025 تُعتبر لحظة فارقة في الخريطة العالمية — ها هنا يعيد الجنوب ترتيب اللعبة : بثقة، وبتحدٍ واضح للهيمنة الغربية، مستخدماً الصين كمنصة تجمع بدائل محور جديد .

هذا المشهد لا يؤكد فقط أن العالم بات متعدد الأقطاب، بل أن هناك بلورة فعلية للقوة الجديدة في الجنوب، تسعى لتحرير قرارها ومستقبلها .

متعلقات:

آخر الأخبار