بحث

قمة جدة الإسلامية : مناورات الشرعية الدولية وحدود الصدام مع إسرائيل


 

قمة جدة الإسلامية : مناورات الشرعية الدولية وحدود الصدام مع إسرائي

جدة - بحر العرب 

تحليل استراتيجي

انعقاد الاجتماع الطارئ لوزراء خارجية منظمة التعاون الإسلامي في جدة لم يكن مجرد موقف تضامني أو بيان سياسي، بل شكل محاولة ممنهجة للانتقال من دائرة “ الإدانة ” إلى تفعيل أدوات الشرعية الدولية ضد إسرائيل : التلويح بتعليق عضويتها في الأمم المتحدة، والدفع نحو اعتراف جماعي بدولة فلسطين، وتبني خطة باكستان ذات السبع نقاط كخارطة طريق عملية .

البعد الاستراتيجي الأول : إعادة تعريف قواعد الصراع

• الحرب في غزة لم تعد محصورة في نطاق عسكري–إنساني، بل انتقلت إلى ميدان الشرعية الدولية حيث تُخاض معركة الاعتراف والمساءلة .

• منظمة التعاون الإسلامي تسعى لخلق كتلة تصويتية واسعة داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة تُشكل رافعة سياسية وأخلاقية ضد إسرائيل .

البعد الاستراتيجي الثاني : ضغط غير مباشر على أوروبا

• كلما ارتفع منسوب الشرعية المضادة لإسرائيل، ارتفعت كلفة الصمت الأوروبي .

• الهدف : دفع العواصم الأوروبية لمراجعة صادراتها العسكرية واتفاقيات الشراكة، خشية الظهور كـ”حامي لإسرائيل” في وجه مأساة إنسانية موثقة .

البعد الاستراتيجي الثالث : تدويل الاعتراف بفلسطين

• تركيا تقود ملف “الموجة الجديدة من الاعترافات” بالدولة الفلسطينية، ما قد يفتح الباب لتوسيع العضوية الكاملة في الأمم المتحدة .

• هذه الاستراتيجية تحول الاعتراف من خطوة رمزية إلى أداة تفاوضية تفرض نفسها على الطاولة الدولية .

الخفايا والمآلات

1. تحويل التعليق إلى ورقة ضغط : حتى إذا فشل مسار تعليق عضوية إسرائيل، فإن مجرد طرحه يخلق تكاليف سمعة تهدد استثماراتها وشبكات تعاونها الأكاديمي والتجاري .

2. تسليح المحاكم الوطنية والدولية : الخطة الباكستانية والبيانات الصادرة من جدة تمنح سندًا قانونيًا لأي محكمة أوروبية أو دولية ترغب في ملاحقة مسؤولين إسرائيليين .

3. إعادة تموضع النظام الدولي : تصعيد الموقف الإسلامي قد يدفع “الجنوب العالمي” لبناء كتلة مستقلة تضغط في الأمم المتحدة وتفرض موازين جديدة في مفاوضات غزة .

الخلاصة الاستراتيجية

قمة جدة ليست نهاية الحرب في غزة، لكنها لحظة تحوّل في أدوات المواجهة : من الصراع الميداني إلى المعركة على الشرعية الدولية .

كلما طالت الحرب، ستتراكم الكلفة على إسرائيل سياسيًا واقتصاديًا، ومعها سيتنامى احتمال أن تجد أوروبا نفسها مضطرة لإعادة تموضع، فيما يُفتح الباب أمام موجة اعترافات بدولة فلسطين تُغيّر معادلة الصراع لعقود قادمة .

متعلقات:

آخر الأخبار