اليمن: البرلمان يثمّن الدعوات الصادرة عن اجتماع مجلس الدفاع الوطني ويرحّب ببيان الخارجية السعودية
صحيفة بحر العرب - متابعات:
ثمّن مجلس النواب الدعوات الصادرة عن اجتماع مجلس الدفاع الوطني، الذي انعقد مساء اليوم الجمعة برئاسة فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي، القائد الأعلى للقوات المسلحة، كما رحّب بالبيان الصادر عن وزارة الخارجية في المملكة العربية السعودية الشقيقة بشأن تطورات الأحداث في محافظتي حضرموت والمهرة.
كما ثمّن مجلس النواب، في بيان صادر عنه، بيان وزارة الخارجية السعودية وما تضمّنه من موقف واضح وصريح يدعو إلى إعادة الأوضاع في المحافظتين إلى ما كانت عليه، من خلال عودة قوات المجلس الانتقالي إلى ثكناتها السابقة خارج المحافظتين، والخروج العاجل منهما وفق ترتيبات منظّمة وتحت إشراف تحالف دعم الشرعية، وفقًا لـ "وكالة سبأ" الرسمية.
وقال المجلس في بيانه: "انطلاقًا من مسؤولياته الدستورية والوطنية، وحرصه على حماية السلم الأهلي، والحفاظ على وحدة الدولة وسيادتها، تابع مجلس النواب باهتمام بالغ التطورات الخطيرة التي تشهدها محافظتا حضرموت والمهرة، وحالة الاقتتال التي وقعت خلال اليومين الماضيين، جراء قيام المجلس الانتقالي بالتمرد على الدولة، والخروج على جميع الاتفاقات والمرجعيات المتوافق عليها، وفي مقدمتها اتفاق الرياض، واستخدامه وسائل العنف والعمل العسكري للاستيلاء على المعسكرات والمدن، في حين كان من المفترض أن تتجه هذه القوات شرقًا لمواجهة ميليشيات الحوثي، واستعادة الدولة، وإنقاذ حياة اليمنيين من الضيم والظلم والاستبداد الذي تمارسه".
وأضاف البيان: "إن مجلس النواب يأسف أسفًا شديدًا لما آلت إليه الأوضاع في محافظتي حضرموت والمهرة، ويثمّن تثمينًا عاليًا موقف الأشقاء في المملكة العربية السعودية، وما بذلوه من جهود لانتزاع فتيل الأزمة، وإعادة الأوضاع إلى طبيعتها، وتعزيز السلم والأمن والاستقرار في تلك المحافظات".
وأشار البيان إلى أن مجلس النواب يدعو المجلس الانتقالي إلى التعامل بإيجابية مع مضامين البيان الصادر عن المملكة العربية السعودية، ومع الدعوات الصادرة عن اجتماع مجلس الدفاع الوطني المنعقد مساء اليوم الجمعة الموافق 26-12-2025، برئاسة فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، كما يدعو عضو مجلس القيادة الرئاسي، رئيس المجلس الانتقالي، عيدروس الزبيدي، إلى تحكيم العقل، وتغليب مصلحة الوطن، وحقن دماء أبنائه، وصون ممتلكاته، وعدم الزج بالبلاد في حروب وصراعات لا يستفيد منها سوى الحوثي.
وأكد المجلس أن ما تقوم به المملكة العربية السعودية على مدى أحد عشر عامًا يأتي من باب الأخوّة الصادقة، وحق الجوار، وصلة القربى، والدم، والدين، واللغة، وأنها، ومعها دولة الإمارات العربية المتحدة، قد احتوت العديد من الأزمات التي شهدها اليمن خلال السنوات الماضية، وكانت ولا تزال حريصة على أمن اليمن واستقراره ووحدة أرضه وإنسانه.
وشدّد البيان على أن تجاهل بيان المملكة وجهودها أو التقليل من شأنها يمثل أمرًا بالغ الخطورة، ويعد جحودًا ونكرانًا لما قدمته من دعم سياسي ومالي ومعنوي، وصبرها الطويل في إدارة الحوارات في جدة والرياض للوصول إلى اتفاق الرياض، الذي دعا المجلس الدول الراعية له إلى تطبيقه نصًا وروحًا.
وعبّر مجلس النواب عن أمله في أن يسمع خلال الساعات القادمة موقفًا إيجابيًا يستجيب لدعوات الأشقاء، ويغلب مصلحة اليمن وأبناء حضرموت والمهرة، ويحمي البلاد من الانزلاق نحو حرب أهلية طاحنة لا تخدم إلا أعداء اليمن.
وأشار إلى أن هذه التصرفات من قبل المجلس الانتقالي لا تخدم القضية الجنوبية، بل تضر بها ضررًا بالغًا، بعد أن وضعتها الاتفاقات السياسية على مسار آمن قائم على الشراكة والحوار والتفاهم، وصولًا إلى حل نهائي توافقي.
وأكد البيان أن مجلس القيادة الرئاسي، ورئيسه فخامة الرئيس الدكتور رشاد محمد العليمي، قد أعطى القضية الجنوبية حقها دون مواربة، وتعامل معها كقضية وطنية يتحمل الجميع مسؤولية حلها.
وأضاف: "إن وثائق الحوارات والمرجعيات الوطنية قد تضمنت بوضوح موضوع القضية الجنوبية، وإن التصرفات التي يقوم بها المجلس الانتقالي اليوم تقوض تلك المكاسب، وتضر بجهود استعادة الدولة، وتوفير الأمن والاستقرار في ربوع اليمن، وإن القفز على الواقع، وتجاهل أمن الجوار، أمر يثير القلق ويطرح تساؤلات حول النهج الذي تسلكه هذه الجماعة، التي تنحو نحو المغامرة بعيدًا عن العمل السياسي المسؤول".