تصاعد غير مسبوق.. انتهاكات المستوطنين تبلغ أعلى مستوياتها منذ 20 عاماً في الضفة
صحيفة بحر العرب - خاص
بحرالعرب_متابعات:
تحوّلت هجمات المستوطنين على الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى مشهد يومي متصاعد، خاصة مع اندلاع الحرب في غزة في أكتوبر2023.
وأشار تقرير أصدرته الأمم المتحدة، إلى أن المستوطنين نفذوا 264 اعتداء ضد الفلسطينيين في الضفة خلال أكتوبر الماضي، في أعلى حصيلة شهرية منذ نحو 20 عاما.
جرائم منظمة
وقال منسق الحملة الشعبية لمقاومة الجدار والاستيطان جمال، إن ما يجري في الضفة الغربية من اعتداءات على يد المستوطنين ليس مجرد انتهاكات، بل جرائم منظمة تشكل رأس الحربة في مشروع ضم الضفة الغربية.
وأوضح جمعة أن هذه المجموعات التي تنفذ عملياتها برعاية مجلس المستوطنات الأعلى، وبدعم مباشر من الحكومة الإسرائيلية والجمعيات الاستيطانية، تسعى إلى تهجير الفلسطينيين قسرا من أراضيهم، وحصرهم في كانتونات ضيقة.
وأشار إلى أن ما وصفه وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش بـ"حسم الضفة الغربية" يتم تطبيقه عمليًا منذ عام 2023، من خلال عمليات تهجير منظمة شملت أكثر من 75 تجمعا بدويا؛ ما مكّن إسرائيل من السيطرة على نحو 15% من مساحة الضفة الغربية – أي ما يعادل قرابة 900 كم²، وهي ضعفا مساحة قطاع غزة.
وأكد جمعة أن هذه الجرائم تتزامن مع تكثيف الهجمات على القرى، خصوصا في المحور الممتد بين رام الله ونابلس، في إطار توسيع السيطرة الاستيطانية، وخلق وقائع ديموغرافية جديدة.
وعلى الصعيد الاقتصادي، أشار إلى أن 80% من الإنتاج الحيواني في الضفة مهدد بالانهيار بفعل الإجراءات الإسرائيلية، إلى جانب السيطرة شبه الكاملة على مصادر المياه، والتوسع الاستيطاني الكبير في منطقة الأغوار التي تسيطر إسرائيل على 90% منها.
وقائع ديموغرافية
وقال المختص في الشأن الإسرائيلي مأمون أبو عامر، إنّ الهجمات الاستيطانية على المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية تشهد تصاعدًا غير مسبوق، في إطار سياسة إسرائيلية واضحة تهدف إلى تنفيذ مشروع استيطاني توسعي يتركّز في ما تسميه بـ(يهودا والسامرة).
وأضاف أن هذا المشروع يستند إلى ضمّ الأراضي دون سكانها، وهو ما يفسّر تزايد سياسات التهجير القسري والممنهج، عبر القتل والتضييق والحصار، تمهيدًا لإفراغ مساحات واسعة من الضفة وفرض وقائع ديموغرافية جديدة تخدم المخطط الإسرائيلي.
وأوضح أبو عامر أن إسرائيل استغلت الحرب على غزة خلال العامين الماضيين لتنفيذ عمليات تهجير واسعة النطاق في الضفة، في ظل انشغال العالم؛ إذ تم الاستيلاء على مساحات واسعة من الأراضي وطرد سكانها قسرا.
وأضاف بعد وقف الحرب في غزة، أصبحت الصورة أوضح في الضفة، وبرزت هجمات المستوطنين بشكل أعنف، في ظل كراهية متصاعدة ضد الفلسطينيين بعد السابع من أكتوبر، وبدعم حكومي مباشر.
وأكد أن هذه الهجمات تتم تحت غطاء سياسي وأمني رسمي، تقوده حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وبدعم وزراء مثل بتسلئيل سموتريتش، بهدف التمهيد لضم الضفة الغربية، خاصة المناطق المصنفة (ب)، والتي تضم نحو 200 ألف فلسطيني فقط؛ ما يشجع إسرائيل على المضي في مشروع الضم بعد التهجير.