دعوة نتنياهو في اللحظات الأخيرة تُربك انطلاق قمة شرم الشيخ للسلام
بحر العرب ـ متابعات:
شهدت قمة شرم الشيخ للسلام، التي تنطلق اليوم الاثنين برئاسة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ونظيره الأمريكي دونالد ترمب، حالة إرباك مفاجئة قبل ساعات من انعقادها، عقب إعلان الرئاسة المصرية توجيه دعوة في اللحظات الأخيرة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للمشاركة في القمة، قبل أن يعتذر الأخير عن الحضور.
وقالت الرئاسة المصرية إن القمة، التي تُعقد بمشاركة 31 دولة ومنظمة دولية وإقليمية، تهدف إلى تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة وبدء مشاورات "اليوم التالي" للحرب، مشيرة إلى أن القادة والوفود بدأوا التوافد إلى قاعة المؤتمرات الدولية بشرم الشيخ منذ صباح الاثنين.
وفي حين لم يكن حضور نتنياهو مدرجاً في جدول القمة، ذكرت صحيفة يديعوت أحرونوت أن القاهرة لم تكن تخطط لدعوته، وأن قادة عرباً أبدوا رفضاً قاطعاً لمشاركته. إلا أن الرئاسة المصرية أعلنت بشكل مفاجئ في منتصف اليوم عن انضمام الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس الوزراء الإسرائيلي إلى القمة، موضحة أن الخطوة جاءت عقب اتصال هاتفي من الرئيس الأمريكي ترمب بالسيسي خلال وجوده في إسرائيل بصحبة نتنياهو، حيث تم التوافق على مشاركتهما لتأكيد الالتزام باتفاق وقف الحرب.
غير أن التطور المفاجئ لم يدم طويلاً؛ فبعد أقل من ساعة من إعلان القاهرة، أصدر مكتب نتنياهو بياناً أكد فيه أن رئيس الوزراء تلقى الدعوة من ترمب، لكنه لن يتمكن من المشاركة بسبب اقتراب الأعياد اليهودية. وأعادت الرئاسة المصرية تأكيد ذلك لاحقاً، مشيرة إلى أن الدعوة جاءت بطلب أمريكي.
وأفادت مصادر دبلوماسية بأن الدعوة واعتذار نتنياهو تسببا في ارتباك دبلوماسي داخل أروقة القمة، خاصة بعد إعلان رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني أن بلاده ستنسحب من المؤتمر إذا شارك نتنياهو، وفقاً لما نقلته وكالة الأنباء العراقية.
وفي سياق متصل، علّق وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على غياب بلاده عن القمة قائلاً إن "إيران لا يمكنها الجلوس إلى طاولة واحدة مع من هاجموا شعبها وفرضوا عليها العقوبات"، بحسب وكالة الأنباء الإيرانية إرنا.
وأدى الجدل حول مشاركة نتنياهو، إلى جانب تأخر وصول الرئيس الأمريكي إلى شرم الشيخ، إلى إرجاء الجلسة الافتتاحية للقمة عن موعدها المقرر. وكان من المنتظر أن يصل ترمب إلى شرم الشيخ عند الثانية ظهراً، على أن يتم بعدها التوقيع على اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، ثم يعقد اجتماع القمة في الثالثة عصراً بكلمة مشتركة للرئيسين السيسي وترمب.
وأثار غياب طرفي الحرب المباشرين – حركة "حماس" وإسرائيل – تساؤلات داخل القاعة، حيث رأى مراقبون مصريون أن "أي اتفاق لوقف النار يجب أن يحضره أطرافه"، مشيرين إلى أن نجاح القمة يتوقف على قدرتها في تحديد ملامح المرحلة التالية من السلام وإعادة الإعمار في القطاع.