بحث

قرارات القمة العربية الاسلامية بالدوحة وإشكالية التنفيذ

الثلاثاء 16/سبتمبر/2025 - الساعة: 3:12 م

 

قرارات القمة العربية الاسلامية بالدوحة : وإشكالية التنفيذ 

تحليل استراتيجي - بحرب العرب 

تمثل القمم العربية والإسلامية محطات مفصلية في تاريخ العلاقات البينية بين الدول العربية والإسلامية، إذ تُعقد غالباً في لحظات أزمات كبرى أو تحديات استراتيجية تستهدف الأمن القومي المشترك ومكانة المنطقة في النظام الدولي .

وتأتي القمة العربية الإسلامية في الدوحة كاستجابة مباشرة لتصاعد التهديدات السياسية والعسكرية والاقتصادية، وفي مقدمتها الحروب التي تمس المصالح الجوهرية للعرب والمسلمين .

غير أن الإشكالية الأساسية لا تكمن في مضمون القرارات أو قوة المواقف المعلنة، بل في مدى قابليتها للتنفيذ على أرض الواقع .

فالخبرة التاريخية تُظهر فجوة متكررة بين “الخطاب السياسي” و”الممارسة العملية”، ما يجعل كثيراً من مخرجات هذه القمم أقرب إلى الشعارات منها إلى الاستراتيجيات القابلة للتفعيل .

أولاً :

تحليل هذه الظاهرة يتطلب الوقوف على ثلاثة مستويات مترابطة :

1. البعد البنيوي : طبيعة النظام العربي والإسلامي، وآليات اتخاذ القرار الجماعي، ومدى إلزاميته .

2. البعد الجيوسياسي : تداخل مصالح القوى الكبرى، والصراعات البينية بين الدول العربية والإسلامية، وانعكاسها على فرص التنفيذ .

3. البعد الاستراتيجي : العلاقة بين القرارات المُعلنة وواقع الحرب القائمة، خصوصاً في ظل “حرب العرب” التي تكشف هشاشة التضامن وتحديات الأمن القومي .

وعليه، فإن دراسة قرارات قمة الدوحة من منظور استراتيجي ليست مجرد رصد لنصوص أو بيانات ختامية، بل محاولة لفهم التوازنات المعقدة التي تحكم الفعل السياسي العربي والإسلامي، وتشريح إشكالية التنفيذ باعتبارها الحلقة الأضعف في مسار العمل الجماعي .

• التحرك القانوني الدولي :

رفع قضايا أمام محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية.

٠ الأثر : يضع إسرائيل تحت ضغط قضائي مستمر ويمنح العرب والإسلاميين أداة سياسية وإعلامية قوية .

• الدعم السياسي لفلسطين وقطر :

بيانات موحدة + حملات إعلامية + دعم مالي للمؤسسات الفلسطينية.

٠ الأثر : يعزز وحدة الموقف ويعيد القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد.

٠ خطوات اقتصادية ومقاطعة شاملة :

مثل وقف التجارة أو منع الشركات الإسرائيلية من دخول الأسواق العربية والإسلامية.

✦ الأثر: سيكون الأقوى لو نُفذ جماعيًا، لكن يحتاج إرادة جماعية وهو الأصعب بسبب اختلاف مصالح الدول . 

ثانياً :

اشكالية التنفيذ 

 1- مسار التحرك السريع (قصير المدى – واقعي وقابل للتنفيذ)

• التحرك القانوني الدولي :

رفع قضايا أمام محكمة العدل الدولية والمحكمة الجنائية الدولية .

٠ الأثر : يضع إسرائيل تحت ضغط قضائي مستمر ويمنح العرب والإسلاميين أداة سياسية وإعلامية قوية .

• الدعم السياسي لفلسطين وقطر :

بيانات موحدة + حملات إعلامية + دعم مالي للمؤسسات الفلسطينية .

٠ الأثر : يعزز وحدة الموقف ويعيد القضية الفلسطينية إلى صدارة المشهد .

2- مسار الضغط المنظم (متوسط المدى – يحتاج توافق سياسي)

• التنسيق في الأمم المتحدة :

صياغة قرارات عبر الجمعية العامة ومجلس الأمن (حتى مع الفيتو الأمريكي، تظل رمزية مهمة) .

٠ الأثر : يُظهر إسرائيل كمعزولة دوليًا، ويزيد من شرعية الموقف العربي .

• تقليل العلاقات الدبلوماسية :

يمكن لبعض الدول تخفيض مستوى التمثيل تدريجياً (من سفير إلى قائم بالأعمال) أو قطع بالكامل  .

٠ الأثر : رسالة سياسية قوية دون خسائر كبيرة لهذه الدول .

3- مسار التصعيد الكبير (طويل المدى – صعب التنفيذ)

• خطوات اقتصادية ومقاطعة شاملة :

مثل وقف التجارة أو منع الشركات الإسرائيلية من دخول الأسواق العربية والإسلامية .

٠ الأثر : سيكون الأقوى لو نُفذ جماعيًا، لكن يحتاج إرادة جماعية وهو الأصعب بسبب اختلاف مصالح الدول .

الخلاصة الاستراتيجية :

• الأدوات الأكثر واقعية الآن : التحرك القانوني الدولي + الدعم السياسي والإعلامي .

• الأدوات الممكنة لاحقًا مع تنسيق جيد : تحرك أممي + تخفيض التمثيل الدبلوماسي.

• الأداة الأقل احتمالًا لكنها الأقوى لو حدثت : المقاطعة الاقتصادية .

 

 

متعلقات:

آخر الأخبار