بحث

القاهرة تقترب من صفقة مقاتلات كورية منافسة لـ F-16 الأميركية

الأحد 23/نوفمبر/2025 - الساعة: 9:13 م

صحيفة بحر العرب - متابعات

تشهد المفاوضات بين مصر وكوريا الجنوبية حول الطائرة الخفيفة FA-50 تقدمًا ملحوظًا، مع تأكيد مصادر كورية ومصرية على أن القاهرة باتت من أبرز الأسواق المرشحة للحصول على النسخة الأحدث من الطائرة، والتي تتضمن تطويرًا هيكليًا وإلكترونيًا واسعًا يشمل إنتاج نسخة أحادية المقاعد بمدى أطول وقدرات قتالية محسّنة، مع خطط لنقل جزء من خطوط الإنتاج إلى مصنع الطائرات بحلوان.

ووفق البيانات الرسمية الصادرة من كوريا الجنوبية، تعمل شركة KAI ووزارة الصناعة والطاقة على تصنيع النموذج الأولي للنسخة الأحادية المقاعد بحلول 2026، يليها أول طيران تجريبي في 2027، والاعتماد الفني النهائي في 2028. وتُعرف هذه النسخة ضمن البرنامج الكوري باسم Block 30 أو F-50، مع استبدال المقعد الخلفي بخزان وقود إضافي بسعة 300 غالون، ما يرفع مدى الطائرة بنسبة 20 إلى 30% مقارنة بالنسخة الحالية، لتلبية احتياجات الدول الراغبة في طائرات خفيفة متعددة المهام وذات مدى موسع، وفقاً لـ "العربي الجديد".

وتشير المصادر الكورية إلى أن النسخة الجديدة تحتفظ بنحو 80% من قدرات مقاتلة F-16 الأميركية، لكنها تتميز بتكاليف تشغيل وصيانة أقل، ما يجعلها خيارًا اقتصاديًا مناسبًا لتحديث الأسطول الجوي المصري دون الاعتماد على طائرات ثقيلة عالية التكلفة. وتشمل التحسينات دمج رادار AESA حديث، ونظام AGCAS لتفادي الاصطدام بالأرض، وحزم تسليحية متنوعة تشمل الذخائر الموجهة JDAM وصواريخ جو-جو قصيرة ومتوسطة المدى.

وفي أبريل الماضي، أكد السفير المصري في سيول أن مصر تجري مفاوضات متقدمة لشراء 36 طائرة FA-50 مصنعة بالكامل في كوريا الجنوبية، ضمن صفقة محتملة تصل إلى 100 طائرة على مراحل، مع نقل جزء من خطوط التجميع إلى مصر بحلوان، ضمن برنامج تصنيع محلي أوسع بدأ التخطيط له منذ معرض EDEX 2023.

وتسعى القاهرة من خلال هذه الصفقة إلى تحديث أسطول الطائرات الخفيفة، مع توفير منصة متقدمة للمهام الدفاعية والجوية والدعم الأرضي والتدريب المتقدم. كما يتيح التجميع المحلي القدرة على إدارة أسطول كبير، وتوفير قطع الغيار محليًا، وفتح إمكانيات مستقبلية لتصدير الطائرات إلى أسواق أفريقية وعربية.

وترى مصادر متخصصة أن الصفقة تمثل إعادة هندسة استراتيجية للعلاقات العسكرية والصناعية لمصر، إذ تعزز دور كوريا الجنوبية كلاعب مهم في معادلة التسليح المصرية، بما يفتح الباب أمام شراكات صناعية أوسع تشمل الذكاء الاصطناعي، التعليم التكنولوجي، وصناعات السيارات والسفن والبتروكيماويات.

وبحسب المصادر، فإن الصفقة إذا تم الإعلان عنها رسميًا ستكون من أكبر صفقات الطيران العسكري لمصر في العقود الأخيرة، وتجسد تحول القاهرة نحو تحالف صناعي-عسكري طويل الأمد مع كوريا الجنوبية، بما يعزز قدراتها التشغيلية ويخفف الضغط عن مقاتلات الصف الأول، ويواكب المتغيرات الإقليمية في الشرق الأوسط.

متعلقات:

آخر الأخبار