وزير بريطاني: نؤكد شراكتنا مع اليمن ونسعى لتعزيز الأمن والاستقرار بالمنطقة
صحيفة بحر العرب - متابعات
زار وزير الشرق الأوسط في وزارة الخارجية البريطانية، هيمش فولكنر، العاصمة اليمنية المؤقتة عدن يوم الثلاثاء 18 نوفمبر 2025، في أول زيارة له للمدينة منذ توليه منصبه، ليصبح أعلى مسؤول بريطاني يزور عدن منذ زيارة وزير الخارجية السابق جيريمي هنت عام 2019.
وأكد الوزير، خلال لقائه مع المسؤولين اليمنيين، أن الهدف من الزيارة هو تعزيز الشراكة البريطانية مع الحكومة اليمنية ورفع مستوى التنسيق العملي في مختلف الملفات الأمنية والتنموية والإنسانية. وقال فولكنر إن المملكة المتحدة تحتفظ بجميع قنوات الاتصال الضرورية مع الأطراف المختلفة لضمان حضورها الكامل في المنطقة، لكنه امتنع عن الكشف عن تفاصيل هذه الاتصالات، وفقاً لـ "الشرق الأوسط".
واستهل الوزير زيارته بتفقّد مركز صحي في أحد مخيمات النازحين بعدن، قبل أن يتوجه إلى مقر خفر السواحل اليمني، حيث أشاد بالجهود المشتركة في مراقبة وتأمين الملاحة البحرية، مضيفًا أن التعاون مع اليمن يساهم في حماية مصالح 55 دولة حول العالم، ويحد من التهديدات البحرية الناتجة عن الهجمات الحوثية على السفن.
وأشار فولكنر إلى أن المملكة المتحدة دعمت خفر السواحل اليمني في سبتمبر 2025 بمبلغ 4 ملايين دولار لتجديد القوارب وتوفير معدات الاتصال، مؤكداً أن هذه المساعدات تستخدم بشكل فعّال في العمليات البحرية، بما في ذلك اعتراض شحنات يمكن أن تستخدم لأغراض عسكرية.
وشدد الوزير على أن أمن الملاحة وحده لا يكفي لحل الأزمة اليمنية، موضحاً أن حل الصراع يحتاج إلى معالجة سياسية شاملة، ويستلزم تنسيقاً إقليمياً ودولياً، مع إشراك الحكومة اليمنية في عملية إعادة الاستقرار.
من جانبه، وصف باحثون يمنيون الوضع السياسي بأنه لا يزال معقداً، حيث يرى محمود شحرة، زميل مشارك في المعهد الملكي البريطاني للعلاقات الدولية، أن تغيير موازين القوى على الأرض هو المفتاح لدفع عملية السلام، فيما أشارت الباحثة ميساء شجاع الدين إلى أن معالجة الأزمة اليمنية تتطلب جهوداً سياسية وعسكرية وتنموية متزامنة، مع إدراك أن اليمن ليس أولوية لدى كل الأطراف الإقليمية والدولية.
وشهدت الزيارة لقاءات بين الوزير فولكنر ورئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، ورئيس الوزراء، ووزير الخارجية، والقائد الأعلى لخفر السواحل اليمني، حيث تم بحث مجمل القضايا المتعلقة بالأمن البحري، الوضع الإنساني، ودعم القدرات اليمنية في مجالات التنمية والاستقرار.
وأكد فولكنر أن المملكة المتحدة تقدر جهود الحكومة اليمنية والشركاء الإقليميين، مشيراً إلى أن التعاون مع السعودية والإمارات في هذه الملفات يعد عنصراً أساسياً لدعم الأمن والاستقرار في اليمن والمنطقة.
واختتم الوزير زيارته بالتأكيد على أن بلاده ملتزمة بدعم اليمن في تجاوز التداعيات الإنسانية والأمنية للصراع، مع العمل على توطيد الشراكات وتعزيز التعاون المشترك لضمان مستقبل مستقر وآمن للبحر الأحمر واليمن بشكل عام.