اليمن: لماذا أطلقت القوات الجنوبية “عملية الحسم” في أبين في هذا التوقيت تحديدا؟
صحيفة بحر العرب - ((خاص))
في منتصف ديسمبر 2025، أعلنت القوات المسلحة الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي عن إطلاق “عملية الحسم” العسكرية في محافظة أبين (جنوب اليمن)، مستكملة لما يسمى “عملية سهام الشرق” التي استهدفت تنظيمات إرهابية مثل القاعدة، حسب بيانات رسمية للقوات.
لكن ما الدافع الحقيقي وراء هذا الإعلان في هذا التوقيت بالتحديد؟ التحقيق التالي يستعرض الأسباب الأساسية من منظور أمني وسياسي وميداني:
1. تبرير الأوضاع الأمنية المتوترة في أبين
وعلى رغم إعلان القوات الجنوبية نجاحات سابقة في مكافحة العناصر الإرهابية، إلا أن "التنظيمات المتطرفة لم تُقضَ عليها نهائيًا" وظلّت تشكّل تهديدًا في عدد من المناطق الجبلية والريفية. العملية الجديدة أعلنت أنها تهدف إلى القضاء على “الخلايا المتبقية”، وضمان عدم عودة نشاطها.
2. تعزيز النفوذ الأمني والسياسي لقوات المجلس الجنوبي
الأنباء أثارت اهتمام وسائل إعلام دولية، ومنها "رويترز" التي أشارت إلى أن الحملة تأتي في سياق تنافس قوى محلية حول النفوذ، إذ يبرز المجلس الانتقالي نفسه كقوة قادرة على فرض الأمن الكامل في الجنوب، وهو ما يُستخدم لتقوية موقفه السياسي قبل أي مفاوضات أو ترتيبات وطنية مستقبلية.
3. تحييد تهديدات محتملة من تحالف الحوثي والقاعدة
وقالت القوات الجنوبية في بيان خاص بها إن العملية الجديدة تستهدف “المهددات والتحركات لمخطط تحالف الحوثي وتنظيم القاعدة الإرهابي لاستهداف أبين”، ما يعطي بعدًا أوسع يتعدّى مواجهة تهديدات إرهابية فردية.
هذا التصريح يشير إلى أن القوات الجنوبية ترى في العملية فرصة لتعزيز دفاعاتها الاستراتيجية ضد أي تهديدات مستقبلية، خاصة في ضوء أن محافظة أبين تعتبر منطقة وصل بين الجنوب والحدود الشرقية.
4. الدافع الشعبي والأمني المحلي
وأفادت تقارير أن العمليات الإرهابية السابقة في أبين أسفرت عن خسائر في صفوف القوات الأمنية وأدت إلى قلق شعبي واسع، ما خلق ضغطًا محليًا يدعم إطلاق حملة موسعة ضد هذه التنظيمات.
توترات مماثلة شهدتها أبين خلال الأشهر الماضية، بما في ذلك صد هجمات لعناصر القاعدة على مواقع أمنية من قبل قوات المجلس، مما يعكس استمرار وجود خطر ملموس في المحافظة.
5. الاستفادة من الزخم العسكري الحالي
ويأتي إطلاق العملية بعد أسابيع قليلة من أحداث ميدانية وأمنية سابقة في الجنوب دلالة على أن القوات الجنوبية تريد استثمار الزخم العسكري والسياسي الذي تمتتع به حاليًا، وربطه بإنجازات سابقة ضد الإرهاب لتبرير التوسع في العملية.