بحث

سلطان البركاني هل هي صحوة ضمير؟

غمدان ابو اصبع

سلطان البركاني هل هي صحوة ضمير؟

 غمدان أبو أصبع

عاشت مدينة تعز سنواتٍ طويلة في حالة عطش مخيف، جعل سكانها يكابدون مشقة الحياة في ظل تجاهل تام ممن يطلقون على أنفسهم “النخبة”. نخبة لم ترَى في تعز عاصمة لمحافظتهم، بل تعاملت معها كمدينة خارج حساباتهم أو كخصمٍ تاريخي لها. فالجميع ـ بمن فيهم المليشيا الحوثية ـ يحمل ثأرًا مع هذه المدينة، المدينة التي عُرفت بأنها القلب النابض لليمن، ومركز الثورة والحرية، ولهذا لم يُرِد لها خصومها أن تبقى في مكانتها الرمزية.

تحوّل العطش في تعز إلى سياسة ممنهجة، لا أزمة عابرة. جرى إذلال المدينة وتجويعها وتجفيف منابعها، في محاولة لنزع ثقلها وتحويلها إلى بقعة بؤس، لا ينشغل أبناؤها إلا بالبحث عن الماء والغذاء.

وسط هذا المشهد، خرج سلطان البركاني  بشكل مفاجئ  ليدشّن مشروع مياه يُحسب له، في ظل غياب أي خطوات عملية من الرئيس رشاد العليمي، الذي اكتفى بوعود بعيدة عن التنفيذ، وغاب عن تعز كما غابت أفعاله.

لكن السؤال الذي يفرض نفسه:
هل صحا ضمير البركاني فجأة ليدرك أن تعز تموت عطشًا؟
هل أيقظته دمعة سقطت وهو يقول: "كيف أعيش في أرقى أحياء القاهرة وتعز تموت عطشًا؟"
أم أن صحوته جاءت بفعل صدى حديث طارق صالح، الذي تحدّث بحسرة عما تعانيه تعز؟

تبقى الإجابة رهينة الأفعال لا الأقوال، فما بين دمعة مسؤول وصحوة متأخرة، يظل أبناء تعز يملؤون جرادلهم من بقايا مياه لا تكفيهم للحياة.

ولم يدرك النخب المحسوبون على تعز ـ مثل البركاني والعليمي وشمسان  ولا حتى العدو التقليدي لليمن ممثَّلًا بالحوثي، أن سياسة عقاب تعز بالعطش وغياب الأمن لن تحقق لهم ما يريدون. بل على العكس، فهي تدفع أبناءها للتحول من ثوار يبحثون عن دولة قانون، إلى ثوار يبحثون عن اجتثاث رموز الفساد والظلم والاستبداد.

آخر الأخبار