الفضة ترتفع فوق 50 دولارًا للأونصة وسط اضطرابات اقتصادية وجيوسياسية
الفضة ترتفع فوق 50 دولارًا للأونصة وسط اضطرابات اقتصادية وجيوسياسية
تقرير اقتصادي من صحيفة بحر العرب – أكتوبر/تشرين الأول 2025
شهدت أسواق المعادن النفيسة صعودًا قياسيًا لسعر الفضة، مع تجاوزها حاجز 50 دولارًا للأونصة في منتصف أكتوبر/تشرين الأول 2025، مسجلة أعلى مستوياتها منذ الثمانينيات، في ظل موجة اضطرابات اقتصادية وجيوسياسية عالمية دفعت المستثمرين نحو أصول التحوط.
وبحسب البيانات، ارتفعت الفضة بنحو 70% خلال العام الجاري، لتصل إلى نحو 52 دولارًا للأونصة، متجاوزة مستويات المقاومة التاريخية التي سجلتها في عام 1980، حين تجاوزت 40 دولارًا للأونصة لفترة قصيرة قبل أن تهبط تدريجيًا إلى مستويات قياسية منخفضة بلغت 3.51 دولارًا عام 1993.
ويرجع الصعود الحالي لمزيج من العوامل، أبرزها: التوجه التحوطي نحو الأصول الآمنة مثل الذهب والفضة، وزيادة الطلب الصناعي والتقني على الفضة في مجالات الإلكترونيات والطاقة الشمسية والطب الحيوي، إضافة إلى تقلبات العملات وأسعار الفائدة العالمية التي عززت جاذبية المعادن الثمينة كملاذ آمن.
من جهة أخرى، يوضح تقرير الإنتاج العالمي للفضة أن كمية الإنتاج في 2024 بلغت نحو 25 ألف طن، حيث تتصدر المكسيك قائمة كبار المنتجين بـ 6,300 طن (25% من الإنتاج العالمي)، تليها الصين بـ 3,300 طن، وبيرو بـ 3,100 طن، فيما تساهم دول مثل بولندا وروسيا والولايات المتحدة وأستراليا وكازاخستان والأرجنتين والهند بنسب متفاوتة، وتصل الحصة الإجمالية لبقية الدول إلى نحو 8% من الإنتاج العالمي.
ويشير المحللون إلى أن الاختلال بين العرض والطلب، فضلاً عن تزايد استخدام الفضة في الصناعات التقنية الحديثة، هو الذي أعطى الزخم للصعود الأخير، مما يجعل الفضة أحد أبرز الأصول التي تترقبها الأسواق العالمية في ظل استمرار الاضطرابات الاقتصادية والجيوسياسية.