إعصار «فونغ-وونغ» يكشف التكلفة الحقيقية للمناخ قبل COP30
صحيفة بحر العرب - متابعات
تسلّط دراسة حديثة الضوء على الأبعاد الصادمة للخسائر المناخية المتفاقمة حول العالم، مؤكدة أن الاحترار العالمي أصبح المحرّك الأكبر لشدة الأعاصير وتزايد أضرارها الاقتصادية والبشرية، الأمر الذي يعزز الحاجة الملحّة لاتخاذ خطوات حاسمة خلال مؤتمر المناخ COP30.
وتشير البيانات الجديدة إلى أن الأضرار الاقتصادية المباشرة التي خلّفها إعصار فونغ-وونغ العنيف في الفلبين ارتفعت بنحو 40%، نتيجة الانبعاثات المرتفعة لثاني أكسيد الكربون الناتج عن حرق الوقود الأحفوري، ما أدى إلى تفاقم تأثير الإعصار على المنازل والمنشآت الصحية والشركات والبنى التحتية، وفقاً ل"العين الإخبارية".
واعتمد الباحثون في إمبريال كوليدج لندن منهجية "الإسناد"، التي تقارن بين شدة الإعصار الحالي وبين إعصار افتراضي في عالم بلا احترار عالمي، لتحديد مقدار الضرر المرتبط مباشرة بتغير المناخ. ومع استمرار انبعاثات الوقود الأحفوري في تسجيل مستويات قياسية خلال عام 2025، يحذر العلماء من أن الأعاصير ستصبح أكثر قوة ودماراً، إذ تشير التقديرات إلى أن الخسائر قد ترتفع بنسبة تصل إلى 62% في عالم ترتفع حرارته بمقدار درجتين مئويتين، وفق صحيفة "الغارديان".
وتُظهر الدراسة أن الاحترار الناجم عن النشاط البشري زاد من هطول الأمطار خلال إعصار فونغ-وونغ بنسبة 10.5%، كما رفع سرعة الرياح بنسبة 5%، وأسهم أيضًا في تفاقم إعصار كالمايجي الذي تسبب مؤخراً في وفاة ما لا يقل عن 224 شخصاً.
وأكدت الدكتورة إميلي ثيوكريتوف من إمبريال كوليدج أن هذه الدراسات لا تعكس سوى جزء محدود من الكلفة البشرية والاقتصادية الهائلة التي خلفها الإعصاران، مشيرة إلى أن التحليل لا يشمل الآثار الصحية طويلة المدى.
وأضافت: "ومع انطلاق الدورة الثلاثين لمؤتمر الأطراف، يبرز تذكير مؤلم بضرورة خفض الانبعاثات فوراً، وبالمسؤولية الأخلاقية لزيادة التمويل الموجه للخسائر والأضرار، وتوسيع جهود التكيف في الدول الأكثر هشاشة".
وتتزايد أهمية دراسات الإسناد في ظل ارتفاع الدعاوى القضائية لمحاسبة كبريات شركات الوقود الأحفوري، حيث ربطت تقارير حديثة بين انبعاثاتها وبين عشرات موجات الحر القاتلة. وتشير الأدلة العلمية إلى أن أزمة المناخ تُنتج موجات حر شديدة لم تكن لتحدث لولا الانبعاثات الصناعية، فيما تتسبب الحرارة المفرطة في وفاة شخص واحد كل دقيقة حول العالم.