واشنطن تشعل مياه الكاريبي.. ضربة جديدة قبالة فنزويلا وتنشر ترسانة متطورة
واشنطن تشعل مياه الكاريبي.. ضربة جديدة قبالة فنزويلا وتنشر ترسانة متطورة
تصعيد عسكري غير مسبوق يثير مخاوف من مواجهة مفتوحة مع كراكاس
واشنطن – بحر العرب - تقرير اخباري (وكالات)
في تطور جديد يعمّق التوتر بين واشنطن وكراكاس، نفّذ الجيش الأميركي ضربة عسكرية جديدة استهدفت سفينة يُشتبه في تورطها بتهريب المخدرات قبالة السواحل الفنزويلية، في إطار ما تسميه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب “الحرب على إرهاب المخدرات”، بينما كشفت تقارير صحفية أميركية عن نشر أسلحة متطورة وقوات خاصة في منطقة البحر الكاريبي.
ونقلت وكالة رويترز عن مسؤول أميركي قوله إن الضربة -التي نُفذت مساء الخميس- أسفرت عن تدمير السفينة بشكل كامل، مشيرًا إلى العثور على ناجين من طاقمها، دون تحديد عددهم أو جنسياتهم.
وقبل هذه العملية، كانت الهجمات الأميركية السابقة ضد زوارق يُعتقد أنها تهرّب المخدرات قبالة فنزويلا قد أودت بحياة ما لا يقل عن 27 شخصًا، وهو ما أثار تساؤلات قانونية داخل الأوساط السياسية الأميركية حول مدى توافق تلك الضربات مع القانون الدولي.
حشد عسكري أميركي متزايد في الكاريبي
بحسب صحيفة وول ستريت جورنال، نشرت الولايات المتحدة خلال الأيام الأخيرة مدمرات مزودة بصواريخ موجهة، ومقاتلات “إف-35”، وغواصة نووية، إضافة إلى نحو 6500 جندي، في مناطق قريبة من السواحل الفنزويلية.
وأوضحت الصحيفة أن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) دفعت أيضًا بـ قوات عمليات خاصة من النخبة، من بينها “فوج الطيران السري 160”، وهي الوحدة التي شاركت في عملية اغتيال زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن عام 2011، وتختص بعمليات النقل الجوي والهجوم التكتيكي في البيئات المعقدة.
ووفق تحليل نشرته واشنطن بوست، فإن طلعات مروحيات عسكرية أميركية نُفذت في المياه الكاريبية على بعد نحو 140 كيلومترًا فقط من السواحل الفنزويلية، وسط تقديرات بأن هذه التحركات قد تمثل “مرحلة تحضيرية” لعمليات أوسع داخل الأراضي الفنزويلية تحت ذريعة مكافحة تهريب المخدرات.
شرعنة الضربات… ومخاوف من خرق القانون الدولي
تقول إدارة ترامب إن الضربات العسكرية تستند إلى “تفويض رئاسي خاص لمحاربة إرهاب المخدرات”، وتؤكد أن العمليات القتالية ضرورية لوقف تدفق الكوكايين إلى الولايات المتحدة بعد فشل الأساليب التقليدية في اعتراض السفن واعتقال أفراد الطواقم.
لكن خبراء قانونيين ومشرعين ديمقراطيين حذروا من أن تلك الهجمات “قد تنتهك سيادة دولة مستقلة”، مشيرين إلى أن الضربات تقع في مياه دولية، وأنها تمت دون تفويض من مجلس الأمن الدولي.
فنزويلا تندد وتتهم واشنطن بالعدوان
في المقابل، وجّهت الحكومة الفنزويلية اتهامات مباشرة إلى واشنطن بارتكاب “جريمة عدوان”، بعد مقتل العشرات في الضربات الأخيرة.
وفي رسالة رسمية إلى مجلس الأمن الدولي، دعا سفير فنزويلا لدى الأمم المتحدة صمويل مونكادا المنظمة الأممية إلى إدانة الهجمات الأميركية واعتبارها انتهاكًا صارخًا لسيادة بلاده.
وقال مونكادا إن الولايات المتحدة “قتلت 27 شخصًا على الأقل في ضربات استهدفت قوارب مدنية كانت تعبر المياه الدولية”، مؤكدًا أن بلاده تحتفظ بحق الرد في الوقت والمكان المناسبين.
من جانبه، وصف الرئيس الفنزويلي نيكولاس مادورو الخطوة الأميركية بأنها “اعتراف رسمي بسياسات الاغتيال والتدمير”، مؤكدًا أن وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (CIA) متورطة منذ عقود في محاولات لتقويض الأنظمة المناوئة لواشنطن في أميركا اللاتينية.
وقال مادورو في خطاب متلفز:
“لم يحدث أن أقرت أي حكومة أميركية سابقًا علنًا بأنها تأمر وكالة المخابرات بقتل وإسقاط وتدمير الدول، حتى جاء ترامب ليجعل ذلك سياسة رسمية.”
نفي رسمي لمفاوضات سرية
وفي خضم هذه التطورات، نفت نائبة الرئيس الفنزويلي ديلسي رودريغيز تقارير صحفية أميركية زعمت أن هناك مفاوضات سرية مع واشنطن لإزاحة مادورو من الحكم مقابل بقائها وشقيقها في السلطة.
وقالت رودريغيز عبر تطبيق “تلغرام”:
“هذا كذب! إنها وسيلة جديدة للحرب النفسية ضد الشعب الفنزويلي. الثورة البوليفارية موحدة سياسيًا وعسكريًا خلف الرئيس مادورو.”
وأرفقت منشورها بصورة تجمعها بالرئيس مادورو مرفقة بتعليق: “معًا، متحدون مع الرئيس مادورو.”
ويرى محللون أن التصعيد العسكري الأميركي ضد فنزويلا يأتي ضمن نهج إدارة ترامب لإعادة ترسيم النفوذ في أميركا اللاتينية، حيث تسعى واشنطن إلى تقويض الحكومات المناوئة لها في المنطقة، خصوصًا تلك المتحالفة مع روسيا وإيران.
ويؤكد خبراء أن نشر أسلحة متقدمة في الكاريبي يشكل تحولًا نوعيًا في العقيدة العسكرية الأميركية تجاه فنزويلا، ويرجّحون أن يكون مقدمةً لتصعيد استخباراتي واسع النطاق، وليس مجرد عملية محدودة لمكافحة التهريب.
