بحث

نحو 3 ملايين يعيشون على الإعانات في بريطانيا بحجة المرض

الخميس 25/سبتمبر/2025 - الساعة: 7:36 م

بحر العرب ـ بريطانيا:

قررت حكومة بريطانيا تقليص عدد الأشخاص الذين يعيشون على الإعانات بحجة المرض النفسي أو الفيزيولوجي، وذلك تجنباً لعجز محتمل في موازنة برنامج الدعم الحكومي للعاجزين عن العمل خلال السنوات القليلة المقبلة على ضوء ارتفاع كبير في أرقام المنتفعين منه.

وفق الأرقام الرسمية يبلغ عدد العاطلين في المملكة المتحدة لأسباب صحية 2.8 مليون شخص، وهو واحد من أكبر الأرقام المسجلة في مجموعة السبع، 2.2 مليون فرد بين هؤلاء يعتمدون على إعانات الدولة ويدعون أنهم غير قادرين على العمل، 1.3 مليون لأسباب نفسية و900 ألف يشكون من آلام الظهر أو التهاب المفاصل أو غيرها من أمراض الجهاز العضلي.

الحكومة نشرت ألف موظف متخصص في مراكز التوظيف والإعانات في إنجلترا وويلز واسكتلندا من أجل مساعدة الآلاف على العودة إلى سوق العمل خلال العام المالي الحالي الذي ينته في أبريل (نيسان) المقبل، هؤلاء الموظفون يسمون "مستشاري مسارات الشغل" ووظيفتهم تذليل كل العقبات التي تعيق المرضى النفسيين وأصحاب المشكلات العضلية من الالتحاق بوظائف مختلفة ليست بالضرورة في تخصصاتهم التي كانوا يمارسونها قبل وقوع الإصابة.

لا يعد "المستشارون" العاطلين من العمل بمعجزات صحية وإنما سيبحثون لهم عن أدوات تقنية وتدريبية تساعدهم على تجاوز الصعوبات الصحية والنفسية سواء بتخصصاتهم أو غيرها، بخاصة وأن التطور التكنولوجي الكبير والمتسارع بات يوفر وسائل كثيرة تقلص الجهد اللازم للعمل وتسمح بإنجاز العديد من الوظائف عن بعد، فلا يحتاج المرء إلى مغادرة منزله.

يركز "المستشارون" على فتح آفاق جديدة للعمل أمام العاجزين صحياً، فتهيئهم للانضمام إلى عدة قطاعات مثل التقنية وقيادة المركبات ومجالات الضيافة والسياحة والمقاولات، خصصت الحكومة العمالية للبرنامج الجديد أكثر من 450 مليون جنيه استرليني، وتخطط من خلاله لإعادة 300 ألف شخص في عموم الدولة إلى سوق العمل خلال السنوات الخمس المقبلة.

أبواب المستشارين في 21 مركزاً موزعاً على مناطق عدة في إنجلترا وويلز ستفتح رسمياً مطلع 2026، تقدم حتى الآن 10 آلاف شخص بطلب مساعدة من هؤلاء "المستشارين" وحصلوا على موعد واحد على الأقل منذ أبريل (نيسان) الماضي في سياق برنامج إعادة تأهيلهم، وتبدي الحكومة تفاؤلاً بنتائج مبشرة خلال المدى المتوسط على رغم وجود بعض الصعوبات.

الفئات المستهدفة في البرنامج الجديد كثيرة، وتضم القائمة المحكومين بتهم استوجبت منهم الخدمة المجتمعية أو ارتكبوا جرائم وأنهوا عقوبتها لكن محكوميتهم تعيق عملهم، كذلك الذين يعيشون بلا مأوى، أعضاء سابقين في القوات المسلحة، مدمنين سابقين على المخدرات أو الكحول، اللاجئين الأفغان والأوكرانيين، ضحايا العنف المنزلي أو العبودية الحديثة، العاملين الحاليين أو السابقين في قطاع الرعاية، وغيرهم ممن تجاوزا سن 18 سنة وهم عاطلون ولا يستفيدون من أي برنامج دعم مشابه تقدمه مؤسسة خاصة أو رسمية في المملكة المتحدة. 

أظهرت دراسة جديدة لمركز "العدالة الاجتماعية" أن ما يقرب من 650 ألف شخص في الدولة يطالبون بدعم حكومي بحجة القلق واضطرابات المزاج حتى نهاية يوليو (تموز) الماضي، وبحسب الأرقام أكثر من 44 ألف شخص حصلوا على الدعم الحكومي بسبب مشكلات عقلية منذ الانتخابات العامة الماضية، وهو ما يعادل تقريباً 250 شخصاً كل يوم.

رئيسة غرفة التجارة البريطانية شيفون هافيلاند، تقول إن أكثر من 9 ملايين عاطل من العمل في بريطانيا ثلثهم يشكون ظروفاً صحية طويلة الأجل، منوهة إلى أن هذه الأعداد تضع المملكة المتحدة في خانة "الرجل المريض" بين دول مجموعة السبع التي تعاني عموماً من نقص العمالة ومشكلة البطالة المحمولة على الأسباب الصحية الفيزيولوجية والعقلية.

وفق أرقام "العدالة الاجتماعية" ثمة مليون شاب تحت سن 25 سنة لا يعملون ولا يتلقون تدريباً، أكثر من نصفهم يشكون الحالة الصحية، وبينهم أيضاً 60 ألفاً يتلقون إعانة بحجة أن القلق والمزاج المتقلب وغيرها من الاضطرابات النفسية تمنعهم عن العمل.

المصدر: اندبندنت عربية

متعلقات:

آخر الأخبار