الحدود تشتعل.. تايلاند تعلن استمرار القصف الكمبودي رغم مساعي التهدئة
صحيفة بحر العرب - متابعات :
رغم الجهود الدولية المتواصلة لاحتواء الأزمة، لا يزال التصعيد العسكري مستمرًا بين تايلاند وكمبوديا، حيث أعلنت وزارة الدفاع التايلاندية، اليوم الأربعاء، أن الاشتباكات مع القوات الكمبودية على الحدود لم تتوقف، وذلك عشية انطلاق جولة مفاوضات جديدة لخفض التوتر واستئناف اتفاق وقف إطلاق النار.
ويأتي ذلك بعد فشل اجتماع وزراء خارجية رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان) في التوصل إلى اتفاق تهدئة خلال جلساتهم في ماليزيا، بحسب ما أكده وزير الخارجية التايلاندي سيهاساك فوانغكيتكيو، الذي أشار إلى استمرار المفاوضات في 24 ديسمبر.
من جانبه، صرّح المتحدث باسم وزارة الدفاع التايلاندية، سوراسان كونغسيري، أن كمبوديا أطلقت منذ مساء 22 ديسمبر ما يقرب من 200 صاروخ من راجمات "بي.إم 21" انطلاقًا من مدينة بويبيت ومحيطها باتجاه مقاطعة سا كايو، ما أدى إلى إصابة 51 هدفًا وتضرر 40 مبنى سكنيًا، إضافة إلى إصابة أكثر من سبعة مدنيين.
وأشار إلى أن الاشتباكات العنيفة تواصلت أيضًا في مقاطعتي سورين وسي سا كيت، خصوصًا في المناطق الحدودية التي تضم مواقع أثرية ومعابد تاريخية، إلى جانب تصاعد التوتر في مقاطعة ترات، مما يعمّق الأزمة الإقليمية بين الجارتين.
في المقابل، أكدت وزارة الدفاع الكمبودية أيضًا استمرار القتال في العديد من قطاعات الحدود. وقالت في بيان إن "الجانب التايلاندي انتهك وقف إطلاق النار بشكل متواصل"، متهمة تايلاند باستخدام "جميع أنواع الأسلحة الثقيلة والتدميرية"، بما في ذلك مقاتلات "إف 16" وطائرات مسيّرة متطورة، وقنابل عنقودية، إضافة إلى نشر أعداد كبيرة من القوات داخل الأراضي الكمبودية، معتبرة أن ذلك يشكل "دليلًا واضحًا لا يقبل الجدل على انتهاك ميثاق الأمم المتحدة وميثاق آسيان والمبادئ الأساسية للقانون الدولي".
ويعود النزاع الحدودي بين تايلاند وكمبوديا إلى عقود طويلة، لكنه تحول إلى صراع مسلح في 24 يوليو، حيث تبادل الجانبان القصف المدفعي والغارات الجوية، وسقط ضحايا من العسكريين والمدنيين. وفي 4 أغسطس أعلن الطرفان وقفًا فوريًا لإطلاق النار، تلاه توقيع اتفاق رسمي لتنفيذه بعد أيام.
إلا أن الأعمال القتالية استؤنفت منذ مطلع ديسمبر، مع تبادل الاتهامات بخرق الهدنة. ونتيجة الضربات الكمبودية على المقاطعات الحدودية التايلاندية، قُتل ما لا يقل عن 22 شخصًا، وأصيب نحو 140 آخرين، فيما جرى إجلاء قرابة 140 ألف شخص من المناطق المعرضة للخطر.
