بحث

أطفال اليمن رهائن في معسكرات الحوثي


بحر العرب - اليمن - متابعات:

لم يعد فصل الصيف في مناطق سيطرة جماعة "الحوثي" وقتًا للراحة أو اللعب بالنسبة للأطفال، بل أصبح موسما للتجنيد الإجباري، والتلقين الأيديولوجي، والتدريب على الموت، في أوضح انتهاك صارخ لكل القوانين الدولية، التي تجرّم استغلال الطفولة في أوقات الحروب.  

وكشف تقرير حديث صادر عن مؤسسة "الدفاع عن الديمقراطيات” الأميركية (FDD)، أن مخيمات التجنيد"، مصانع للعقيدة والتعبئة، حيث يتعرض الأطفال لغسيل دماغ منظم يبدأ بمحاضرات طائفية، وينتهي بتدريبات عسكرية.   

وبحسب التقرير ذاته، تشمل البرامج فئات عمرية تبدأ من 6 سنوات، وتقسم إلى مستويات، إذ يجبر الفتيان من 13 إلى 17 عاماً على دخول معسكرات مغلقة، يتعلمون فيها تفكيك السلاح، وتنفيذ المناورات، وترديد شعارات مثل "الموت لأميركا، واللعنة على اليهود.

وفي السياق، تتلقى الفتيات أيضاً تدريباً خاصاً، يتمحور حول الإسعافات الأولية، والتدبير المنزلي، والأهم هو نشر فكر الجماعة داخل محيط الأسرة والمجتمع النسوي، ما يعكس استراتيجية "حوثية" ممنهجة، لزرع الولاء داخل كل بيت.  

وفيما توثق منظمات محلية ودولية تعرض آلاف الأطفال في السنوات الماضية للاستقطاب القسري، يبرز جانب أكثر قتامة، إجبار الأسر على إرسال أبنائها مقابل مساعدات غذائية، حيث تقول إحدى الشهادات المحلية التي نقلها التقرير أن "من يرفض، يُحرم من السلة الغذائية، أو يُخطف ابنه مباشرة من الحي.  

رئيس المركز الأميركي للعدالة، عبد الرحمن برمان، أوضح أن جماعة "الحوثي" تعتمد بشكل رئيسي على تجنيد الأطفال، مستغلة سهولة السيطرة على وعيهم، وغرس الأفكار العقائدية المتطرفة في أذهانهم، قبل الزج بهم إلى جبهات القتال.  

 

وقال برمان، إن نحو ثلث مقاتلي جماعة الحوثي هم من الأطفال، مؤكدا أن الجماعة جندت عشرات الآلاف، خصوصا في السنوات الأخيرة، بعد أن عزف كثير من الرجال البالغين عن الالتحاق بجبهات القتال.  

 

وأكد برمان أن المركز وثق في محافظة حجة وحدها، ما لا يقل عن 5997 حالة تجنيد لأطفال، قتل منهم قرابة 600 طفل، تتراوح أعمار معظمهم بين 12 و15 سنة، فيما يرجّح أن الأعداد الحقيقية تفوق بكثير ما تم توثيقه، لا سيما في محافظات أخرى مثل صعدة، عمران، وذمار.

وأكد الحقوقي اليمني، أن جماعة "الحوثي" لا تسمح للمنظمات المستقلة أو الدولية بالوصول إلى معسكراتها المغلقة أو إلى الأطفال المجندين، ما يجعل الحصول على إحصائية دقيقة أمراً شبه مستحيل، إلا أن المؤشرات تؤكد أن حجم الجريمة متسع على نحو مروّع.  

ورغم توقيع جماعة "الحوثي" في 2022، على خطة مع الأمم المتحدة التي تنص على وقف تجنيد الأطفال، إلا أن وتيرة التجنيد تصاعدت، بحسب مراقبون، بينما تواصل الجماعة استخدام المؤسسات الدينية والتعليمية كأدوات تعبئة.  

وفي ظل غياب أي رادع دولي حقيقي، يتواصل العبث "الحوثي" بعقول الأطفال وأجسادهم، ليتحول صيف اليمن، بدلاً من مساحة للأمل، إلى موسم لـ"صناعة الموت" المبكر، في معامل حوثية لا تعرف الرحمة.

المصدر: أسامة عفيف - الحل نت.

متعلقات: