بحث

اليمن: لحج تشهد اجتياح سيول جارفة منذ عام 1982 تقابل بخسائر كبيرة


بحرالعرب_متابعات:

 

تدفقت السيول بكميات كبيرة في وادي تبن بمحافظة لحج، بفرعيه الصغير والكبير، أمس السبت، لتروي مئات الأراضي الزراعية، وتتسبب في أضرار بأراضٍ زراعية أخرى، إضافة إلى إتلاف منشآت زراعية تابعة لعدد من الجمعيات، فضلًا عن محاصرة منازل في دار المناصرة وعدد من القرى المجاورة بمنطقة الفيوش، وتضرر منازل في مدينة الوهط، وقطع طرق رئيسية في العديد من قرى الوادي الأعظم جراء تدفق السيول.

 

وقال مواطنون إن تدفق السيول في وادي تبن لم يشهدوا مثيلًا له منذ العام 1982، وهو ما أثار حالة من الخوف والهلع لدى السكان الذين ما يزالون يتذكرون كارثة السيول في تلك الفترة.

 

وأشار مزارعون إلى أن السيول تسببت في جرف العديد من الأراضي الزراعية ومعدات الطاقات الشمسية، وغمرت بعض الآبار، إضافة إلى قطع الطرقات المؤدية إلى قرى الوادي الأعظم والثعلب والشظيف، والعديد من القرى الواقعة على ضفاف الوادي الصغير والكبير.

 

وذكر الأهالي أن كميات السيول المتدفقة التي قارب ارتفاعها 6 أمتار حاصرت منازل مواطنين في أطراف مدينة الوهط ودار المناصرة.

 

وقال أمين عام الجمعية الزراعية، مجاهد حسن يحيى، إن تدفق السيول أعاد إلى الأذهان سيول عام 1982 التي أحدثت أضرارًا كبيرة بالمزارعين والمواطنين، مشيرًا إلى تضرر منشآت زراعية في مناطق مجاهد ولفيح والفقيه، إضافة إلى منشآت أخرى تابعة لعدد من الجمعيات الزراعية بمديرية تبن.

 

 

وأوضح أن السيول دخلت إلى العديد من منازل المواطنين في أطراف مدينة الوهط، مرجعًا ذلك إلى قيام بعض المواطنين بالبناء في مجرى السيول رغم التحذيرات السابقة بعدم البناء فيه، ما أدى أيضًا إلى قطع الطريق الرئيسي الرابط بين عدن وطُور الباحة – تعز.

 

وأشار إلى أن السيول حاصرت منازل في منطقة دار المناصرة والقرى المجاورة لها، دون تسجيل أي حوادث حتى كتابة الخبر، كما تسببت في جرف سيارة وحراثة زراعية لأحد المزارعين في كود الدعيس، إضافة إلى هبوط جسر العرائس بمدينة العند، وسقوط عدد من أعمدة الكهرباء.

 

من جانبه، أكد مدير مكتب الزراعة بلحج، عبدالملك ناجي عبيد، أن المكتب استعد بشكل كامل للموسم الزراعي رغم شُح الإمكانيات، مشيرًا إلى أن السيول المتدفقة جرى الاستفادة منها بشكل كبير رغم ما خلفته من أضرار في عدد من المواقع. ولفت إلى أن هذه السيول تُعد من أكبر السيول التي شهدها وادي تبن منذ سنوات، مع وجود متابعة مستمرة لحركة تدفقها.

 

وأوضح مدير مكتب الزراعة بلحج، عبدالملك ناجي عبيد، أن المكتب يعمل على معالجة أي إشكاليات قد تحدث، وفقًا للمكاتبات الرسمية، مشيرًا إلى أن لجانًا مختصة ستقوم خلال الأيام القادمة بتقييم الأضرار التي أحدثتها السيول في القطاع الزراعي، ورفعها إلى قيادة المحافظة والجهات المختصة لمعالجتها.

 

وأضاف أن فرق الزراعة تتابع حاليًا من الميدان حركة السيول في الوادي، وتعمل على نقل المياه إلى نهاية الوادي للاستفادة منها في ري الأراضي الجَذْب.

 

وفي مدينة الحوطة، تسببت الأمطار الغزيرة في تشكيل سيول جارفة ومستنقعات اختلطت بمياه الصرف الصحي، دون تسجيل حوادث أو أضرار كبيرة، باستثناء دخول مياه الأمطار إلى بعض المنازل، وسقوط سقف منزل شعبي في إحدى الحارات. وتظل مشكلة تصريف مياه الأمطار من أبرز المشكلات التي تعاني منها المدينة منذ عقود، حيث شرعت إدارة الصرف الصحي في محافظة لحج بالتحرك لشفط المياه من مواقع تجمعها عقب هطول الأمطار.

 

وفي مديرية طور الباحة، تجدد تدفق السيول في وادي معادن، ما أدى إلى انجراف العديد من المنازل في مناطق الخطابية والصميته ومناطق أخرى، إضافة إلى حدوث انهيارات أرضية تهدد المنازل المحاذية للوادي.

 

وقال مصدر محلي بالمديرية إن العشرات من المنازل على حافة الانهيار الواقعة على جنبات الوادي إضافة إلى منازل محاصرة وأهلها يواجهون الموت حتما بهذه اللحظات ومازال السيل يتدفق منذ الفجر حتى الآن لأكثر من خمس ساعات بوادي معادن بطورالباحة محافظة لحج .

 

وعثر مواطنون بالمديرية على جثة مواطن جرفته السيول لا زال مجهول الهوية.

 

وأعلن رئيس جمعية العربدي التعاونية الزراعية عاهد محمد سلطان، أن منطقة العربدي بمديرية طور الباحة أصبحت منطقة منكوبة بعد أن اجتاحتها سيول جارفة قادمة من وادي معادن، وتحولت الأراضي الزراعية الخصبة إلى وادي سحيق بعد أن انجرفت فيما عبر العربدي علّق في الهواء على ارتفاع عدة أمتار ودمار كبير للأراضي والمحاصيل الزراعية.

 

وأكدت الجمعية أن السيول أدت إلى اقتلاع عشرات من الأراضي المزروعة بالخضروات والحمضيات والذرة، مع دفن الجزء الآخر من المحاصيل تحت الطمي والحجارة، وتأثير منظومات الطاقة الشمسية والآبار الحيوية التي يعتمد عليها المزارعون في الري،ما جعل جهود الإصلاح الفردية مستحيلة دون تدخل حكومي عاجل.

 

وأشار رئيس الجمعية عاهد محمد سلطان إلى أن "عبر العربدي" لم يعد كما كان مصدرًا لتجديد التربة والمياه الجوفية، بل أصبح مهددًا بالانهيار الكامل، مما يهدد الأمن الغذائي لمديرية طور الباحة بأكملها"، مشددًا على أن ما تبقى من الأراضي الزراعية يحتاج إلى حماية عاجلة وطوارئ هندسية فورية قبل أن تتعرض للدمار الكامل.

 

العديد من المختصين طالبوا الحكومة بتحرك عاجل لحماية الأراضي الزراعية من الانجراف في عدد من مديريات المحافظة للحفاظ على الرقعة الزراعية حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه في حالة التقاعس وعدم سرعة التحرك.

متعلقات:

آخر الأخبار