أحمد علي عبدالله صالح يهاجم الحوثيين لأول مرة في خطاب اتسم بلهجة حادة
بحر العرب ـ اليمن ـ خاص:
في خطاب اتسم بلهجة حادة وتحذيرات مباشرة، شنّ العميد والسفير السابق أحمد علي عبدالله صالح، اليوم السبت، هجومًا لاذعًا على جماعة الحوثي، متهمًا إياها بشنّ "حملة شرسة وغير مبررة" ضد حزب المؤتمر الشعبي العام وقياداته في العاصمة صنعاء. وأكد رفضه القاطع لما وصفه بـ"تغوّل الميليشيا على مؤسسات الدولة ومصادرة حريات العمل الحزبي والسياسي".
وجاءت تصريحات أحمد علي في بيان وجّهه إلى قيادات وكوادر وأعضاء المؤتمر الشعبي العام داخل اليمن وخارجه، بمناسبة مرور 43 عامًا على تأسيس الحزب، حيث استحضر مسيرة الحزب وتضحيات مؤسسه الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، والأمين العام الشهيد عارف الزوكا، مشددًا على أن المؤتمر سيظل حزبًا وطنيًا ثابتًا على مبادئ الثورة والجمهورية والوحدة والديمقراطية.
البيان أدان بشدة حملة الاعتقالات التي طالت غازي أحمد علي محسن، الأمين العام للمؤتمر في صنعاء، ومدير مكتبه ومرافقيه، واصفًا إياها بـ"الظالمة والممنهجة"، معتبرًا أنها تستهدف الحزب وقياداته وتنسف كل جهود السلام التي يقودها مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن. وأكد أن المؤتمر "لن يقبل بأي تدخلات خارجية في شؤونه الداخلية"، في إشارة إلى محاولات الحوثيين فرض وصايتهم على الحزب.
بالتوازي، كانت مصادر حزبية قد أكدت أن جماعة الحوثي اعتقلت قيادات من المؤتمر في صنعاء، ومنعت إقامة أي فعاليات جماهيرية بمناسبة الذكرى الـ43 لتأسيس الحزب، مكتفية ببيان رسمي صدر باسم قيادة المؤتمر في صنعاء أعلن إلغاء الاحتفالات "تضامنًا مع غزة". لكن محللين سياسيين اعتبروا أن البيان لم يكن خيارًا مستقلاً بقدر ما عكس ضغوطًا مباشرة من الحوثيين لفرض خطاب منسجم مع رؤيتهم، وتأكيد هيمنتهم على المشهد السياسي في العاصمة.
في ختام بيانه، وجّه أحمد علي رسائل دعم إلى أنصار المؤتمر، داعيًا إياهم إلى الثبات والصمود، ومؤكدًا أن ما يتعرض له الحزب من ضغوط "سحابة صيف ستنقشع"، مشددًا على أن المؤتمر "حزب وطني تحكمه لوائح وقوانين لا تتعارض مع الدستور اليمني"، وأنه سيبقى متمسكًا بخيارات السلام الحقيقي والحرية السياسية بعيدًا عن "إملاءات الميليشيات".