بحث

"المنطقة العسكرية الأولى" تتعزز بقوات كبيرة إلى صحراء حضرموت


حضرموت/ خاص

 

.مخاوف في حضرموت من استغلال التوتر بالمهرة لإعادة الهيمنة الشمالية

 

دفعت المنطقة العسكرية الأولى، الموالية لحزب الإصلاح اليمني، بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى مواقع في صحراء حضرموت، ضمن نطاق عمليات المنطقة العسكرية الثانية، في تحرك اعتبره مراقبون ميدانيًّا خارجًا عن مسرح عمليات الأولى التقليدي، ويبدي مخاوف من توجه لتوسيع نفوذها العسكري في مناطق خارج سيطرتها.

 

يأتي هذا التحرك عقب توترات أمنية في محافظة المهرة، المتاخمة لسلطنة عمان، على خلفية احتجاز القوات الحكومية للشيخ القبلي الموالي لجماعة الحوثي، محمد أحمد الزايدي، أثناء محاولته التسلل إلى الأراضي العمانية عبر منفذ صرفيت الحدودي. وقد أدى هذا الحادث إلى كمين مسلح استهدف قوة تابعة للجيش، نفذته عناصر يُعتقد أنها على صلة بالحوثيين، استخدمت فيه المسارات الصحراوية المفتوحة التي تمتد بين المهرة وصحراء حضرموت.

 

وبحسب ما أورده موقع "سبتمبر نت" التابع لوزارة الدفاع، فإن هذه التحركات العسكرية جاءت بتوجيهات رئاسية، وجرى تنسيقها بين قيادتي المنطقتين العسكريتين الأولى والثانية، في أعقاب لقاء جمع قادة المنطقتين، تمخض عنه اتفاق على تسيير دوريات مشتركة لتعزيز أمن المنافذ وملاحقة العناصر التخريبية.

 

مصادر محلية وسياسية في حضرموت أبدت مخاوف متزايدة من أن المنطقة العسكرية الأولى تسعى لاستغلال التوتر الأمني في المهرة كذريعة لتوسيع نطاق انتشارها العسكري باتجاه مناطق نفوذ خصومها، خصوصًا في وادي حضرموت.

 

واعتبر بعض المراقبين أن هذه التحركات قد تندرج ضمن مخطط لفرض أمر واقع في مناطق خارج صلاحيات الأولى، بما قد يؤدي إلى توترات جديدة مع القوى المحلية المطالبة بإخراج قوات المنطقة الأولى من حضرموت.

 

وأكدت تقارير أن قائد المنطقة الأولى، اللواء الركن صالح محمد الجعيملاني، أشرف شخصيًا على وصول تعزيزات عسكرية كبيرة إلى مقر اللواء 315 مدرع في مديرية ثمود، في خطوة وُصفت بأنها توسعية أكثر منها أمنية.

 

ولا تزال تداعيات عملية احتجاز الشيخ الزايدي مستمرة، إذ أُعلن أمس الأول عن وفاة العقيد يحيى الوشلي متأثرًا بجراح أصيب بها خلال الكمين، الذي أودى أيضًا بحياة العقيد عبدالله بن زايد، قائد القوة العسكرية المنفذة لعملية الاحتجاز.

 

وكان الزايدي قد نُقل بعد احتجازه في منفذ صرفيت إلى السجن المركزي بمدينة الغيظة، عاصمة محافظة المهرة، وسط معلومات عن خلية نشطة تعمل على تهريب الأسلحة للحوثيين، مستغلة الطرق الصحراوية الشاسعة التي تربط بين عمان ومحافظات الجوف ومأرب، مرورًا بالمهرة وصحراء حضرموت.

 

ويُخشى من أن تُشكل هذه التحركات بداية لإعادة رسم خارطة السيطرة العسكرية في حضرموت والمهرة بما يتعارض دعوات القوى الجنوبية لإعادة تموضع القوات في وادي حضرموت وتمكين أبناء المحافظة من إدارة شؤونهم الأمنية بعيدًا عن هيمنة قوات يُنظر إليها كامتداد لحزب الإصلاح في الجيش اليمني.

متعلقات: