تنسيقات لنقل قيادي حوثي إلى عدن
((بحر العرب))_متابعات
كشفت مصادر مطلعة عن ترتيبات أمنية جارية لنقل القيادي في جماعة الحوثي والشيخ القبلي البارز محمد أحمد الزايدي من المهرة إلى العاصمة عدن، وذلك لاستكمال التحقيقات والإجراءات القانونية بحقه، عقب توقيفه أثناء محاولته التسلل إلى سلطنة عُمان عبر منفذ صرفيت.
يأتي هذا التطور بعد أيام من عملية أمنية أثارت اهتمامًا واسعًا، إذ حاول الزايدي مغادرة اليمن بشكل سري وسط ضغوط قبلية وتهديدات حوثية لإطلاق سراحه، أعقبتها اشتباكات دامية استهدفت قوات كانت تؤمّن المنفذ.
وبحسب تقارير استخباراتية ووثائق رسمية، لعب الزايدي دورًا محوريًا في شبكات تهريب وتخريب مرتبطة بقيادات حوثية، حيث انتقل من صنعاء إلى المهرة عبر خطوط تهريب صحراوية مرورًا بالجوف وحضرموت، تحت غطاء عمليات يقودها المدعو عباد صالح عباد علي الزايدي، وكيل الأمن والمخابرات الحوثي في المناطق الشرقية، والذي تشير المصادر إلى حمله للجنسية العمانية واستخدامه هويات مزورة.
وأوضحت المصادر أن هذه الشبكات تتصل بمحطة استخبارات حوثية في مسقط يديرها هلال يحيى عبدالله النفيش، وتعمل تحت مظلة مكتب الجماعة في الخارج برئاسة عبدالسلام فليته (محمد عبدالسلام)، الناطق الرسمي للحوثيين ورئيس وفدهم التفاوضي.
وتؤكد وثيقة صادرة عن رئيس المجلس السياسي للحوثيين بتاريخ 11 يوليو 2018، منح الزايدي درجة وزير، ما يثبت موقعه القيادي البارز داخل الجماعة. كما سبق أن شارك في مؤتمر قبلي برعاية دولية في سويسرا فبراير 2024، عبّر فيه عن مواقف الحوثيين، في مؤشر إلى استمرار نشاطه السياسي الخارجي رغم محاولاته التخفي.
وفي الداخل، تُظهر وثائق رسمية أن نجل الزايدي، بدر محمد أحمد الزايدي، يشغل منصب مدير عام مديرية الجبين في محافظة ريمة، بعد تعيينه في 2019 كمدير لمديرية مزهر، في إطار التمكين العائلي داخل مؤسسات الجماعة.
يُذكر أن الزايدي كان أحد أعضاء اللجنة الدائمة لحزب المؤتمر الشعبي العام، وسبق أن ترشح في الانتخابات البرلمانية عام 2003. كما تولّى مناصب محلية في مديريتي صرواح وماوية، قبل أن يلتحق بجماعة الحوثي ويصعد تدريجيًّا في هياكلها. واحتفظ خلال هذه الفترة بحضور مجتمعي عبر منصات إعلامية وأدبية، منها تبادل قصائد شعبية مع مثقفين يمنيين، مما عزز مكانته داخل أوساط قبلية واسعة.
نقل الزايدي إلى عدن يُعدّ خطوة هامة نحو محاسبته جنائيًا، لكنه أيضًا يحمل مؤشرات تصعيد محتمل مع جماعة الحوثي، خصوصًا في ظل محاولاتها المستمرة لتوسيع نفوذها الاستخباراتي خارج مناطق سيطرتها، واستخدام شخصيات قبلية بارزة كأذرع تهريب وتأثير ناعم في المحافظات الجنوبية والشرقية.