بحث

واشنطن تزيد حركتها لضمان المرحلة التالية من اتفاق غزة

الأربعاء 22/أكتوبر/2025 - الساعة: 10:04 ص

بحرالعرب_متابعات:

 

يشهد ملف وقف إطلاق النار في قطاع  غزة حراكًا أمريكيًّا حثيثًا، ومحاولات لضبط مسار تنفيذ الاتفاق على خلفية تباطؤ إسرائيل في تنفيذ المرحلة الثانية من الاتفاق.

 

يبرز ملف  جثث الرهائن كإحدى العقبات المحتملة أمام تقدم تطبيق بنود خطة ترامب، وسط تساؤلات حول مدى تأثيره في تنفيذ الاتفاق، رغم إصرار واشنطن على المضي قدمًا فيه دون تأخير.

 

في هذا السياق، تزداد المؤشرات على أن غزة باتت في صلب أولويات الدبلوماسية الأمريكية، وأن المرحلة الثانية من الاتفاق دخلت دائرة الحسم السياسي، رغم الظروف الميدانية وعقبات تطبيق بنود الاتفاق.

 

وقال المحلل السياسي نظير مجلي، إن الحراك  الأمريكي بقيادة مبعوث الرئيس الأمريكي ستيف ويتكوف، وصهره جاريد كوشنير، ونائب ترامب دي فانس يعكس خشية واشنطن من فشل خطة ترامب، بسبب تقاطع مصالح إسرائيل وحماس في عرقلة الاتفاق. 

 

وأضاف أن الولايات المتحدة تسعى لتثبيت وقف إطلاق النار وإنجاح المرحلة الأولى، مع ممارسة ضغوط على الطرفين، تمهيدًا لمرحلة ثانية تشمل إدارة جديدة للقطاع، وعودة تدريجية للسلطة، بالإضافة إلى إعادة إعمار غزة.

 

وتابع مجلي أما المرحلة الثالثة، فهي الأهم، إذ تفتح مسارًا لتقرير المصير الفلسطيني نحو دولة مستقلة، بدعم عربي وإسلامي وغربي، وسط التزام أمريكي معلن لإنجاح هذا المسار السياسي.

 

وأشار مجلي إلى أن العرب تقدموا بمشروع سلام شامل مع إسرائيل مشروط بتسوية عادلة للقضية الفلسطينية، وتتابع واشنطن هذا المشروع بدقة، متدخلة في التفاصيل لضمان تثبيت وقف إطلاق النار.

 

وحذّر من أن  إسرائيل تسعى لإفشال المسار عبر استغلال أدوات فلسطينية، مشيرًا إلى أن بعض ممارسات حركة حماس على الأرض تخدم المشروع الإسرائيلي.

 

ولفت إلى أن واشنطن تقبل دورًا مؤقتًا لحماس فقط لمنع الفوضى، دون منحها شرعية دائمة، وأن إسرائيل تستغل هذا الدور لتبرير عدم استحقاق الفلسطينيين للدولة، مستفيدة من الانقسام الفلسطيني وغياب الإصلاحات.

 

بدوره اعتبر المحلل السياسي رائد موسى، أن زيارة نائب الرئيس الأمريكي إلى إسرائيل، تأتي في سياق الضغوط والتحذيرات المتزايدة التي تمارسها إدارة ترامب على حكومة نتنياهو، بعد سلسلة زيارات مماثلة قام بها كل من ويتكوف وكوشنر في الأيام الأخيرة.

 

وقال موسى  إن هذه الزيارات تعكس جدية الإدارة الأمريكية في الدفع نحو تنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة.

 

 وأضاف لا شروط تفاوضية جديدة تعيق المضي قدمًا، بعد أن حصلت إسرائيل على أسراها الأحياء، وتم التوافق على تسليم الجثث المحتجزة في القطاع.

 

وتابع أن مدى التزام إسرائيل بالاتفاق سيكون مرهونًا بمدى ضغط الولايات المتحدة ورغبتها الحقيقية في تنفيذ بنود المرحلة المقبلة.

 

من جانبه، قال المحلل السياسي عادل شديد إن إسرائيل توجه رسالة تحريض واضحة للإدارة الأمريكية ضد حركة حماس وقطاع غزة، في محاولة لإقناع ترامب بأن حماس لا تلتزم بالاتفاق؛ ما يبرر إعادة تصعيد الأوضاع.

 

وأضاف أن إسرائيل تسعى للالتفاف على التهدئة الطويلة وخرق الاتفاقيات تحت غطاء أمريكي، وتهدف إلى فرض نموذج قصف متكرر مشابه لتجربتها في لبنان دون الالتزام بوقف دائم.

 

وأشار إلى أن إسرائيل تستخدم هذا السيناريو للضغط العسكري المستمر، مع تجميد الملفات الإنسانية وعدم فتح معبر رفح بشكل فعّال؛ ما يحافظ على حصار غزة رغم توقف القتال الكبير.

 

وقال شديد إن إسرائيل تسعى لفرض واقع جديد في غزة، ومن المرجح نجاحها خاصة مع إدارة أمريكية يمينية متطرفة ورئيس متقلّب المواقف.

 

وأوضح أن خطة ترامب ليست ثابتة وقد تُعرقل أو تُعدّل بسبب التعقيدات الميدانية والرفض الإقليمي والدولي.

 

وأضاف أن موقف ترامب غير مضمون، خاصة مع تصريحاته الأخيرة بتهديد استخدام القوة إذا لم تسلم حماس أسلحتها، ما يجعل إمكانية الاستقرار الحالية هشة واحتمال التصعيد قائم.

متعلقات:

آخر الأخبار