بحث

بين إرث صالح ومشروع المستقبل: قراءة في خطاب أحمد علي

الجمعة 26/سبتمبر/2025 - الساعة: 11:28 م

خطاب أحمد علي عبدالله صالح الأخير  جاء محمّلاً بالرموز والإشارات، ليس فقط بصفته نجل الرئيس الراحل علي عبدالله صالح، بل باعتباره شخصية تسعى لإعادة تقديم نفسها في المشهد اليمني المعقد.

 

منذ سنوات ظل أحمد علي بعيداً عن الأضواء السياسية المباشرة، مكتفياً بدورٍ رمزي يرتبط بذكريات الحرس الجمهوري وعهد والده. لكن اختياره اليوم أن يوجّه خطاباً عبر صحيفة يمنية – في توقيت يشهد تصاعد الأزمات الداخلية والإقليمية – يكشف رغبة واضحة في استعادة موقع فاعل، ولو عبر اللغة أولاً.

 

اللافت في الخطاب هو تكرار مفردات الوحدة، الجمهورية، الهوية الوطنية، وهي نفس المفردات التي شكّلت لبّ خطاب سبتمبر وأكتوبر في الذاكرة اليمنية. بذلك، يسعى أحمد علي لتقديم نفسه كامتداد طبيعي لرمزية والده، وفي الوقت ذاته كصوت يمكن أن يوحّد اليمنيين في مواجهة المشاريع الطائفية والمناطقية.

 

غير أن السؤال الأبرز: هل يكفي الخطاب لإعادة إنتاج دور سياسي فعلي؟ الواقع يشير إلى أن الساحة اليمنية اليوم تزدحم بفاعلين كُثر – الحوثيون، المجلس الانتقالي، الحكومة الشرعية، إضافة إلى القوى الإقليمية – وهو ما يجعل أي طموح سياسي مرهوناً بتوازنات داخلية وخارجية معقّدة.

 

مع ذلك، يمكن القول إن الخطاب نجح في إعادة اسم أحمد علي إلى التداول الإعلامي والجماهيري، فاتحاً الباب لتأويلات عديدة: هل هي مقدمة لعودة منظمة عبر حزب المؤتمر الشعبي؟ أم مجرد رسالة رمزية لحفظ الإرث السياسي لعائلة صالح؟

 

في كل الأحوال، فإن خطاب أحمد علي يشكّل تذكيراً بعمق أزمة اليمن: أزمة شرعية، أزمة قيادة، وأزمة هوية تبحث عن من يمسك بخيوطها. وهنا تظل العبرة بما بعد الخطاب، لا بما جاء فيه فقط.

متعلقات:

آخر الأخبار