مصادر في البيت الأبيض تكشف كواليس قرار منع حضور الوفد الفلسطيني إلى نيويورك
بحرالعرب_متابعات:
كشفت مصادر أمريكية مقربة من البيت الأبيض عن الأسباب التي دفعت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لمنع حضور الوفد الفلسطيني إلى نيويورك حيث تنعقد اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/سبتمبر الجاري.
وأكدت المصادر أنه كان في صدارة تلك الأسباب أن حضور الوفد سيصب في مصلحة حركة حماس وسيأتي بمشاهد يتابعها العالم، سيكون لها آثار ضد إسرائيل حول ما يحدث في غزة، وفق قولهم.
وأشارت إلى صعوبة تغيير تمسك الولايات المتحدة بموقفها بخصوص عدم منح قيادات فلسطينية، منها الرئيس محمود عباس، تأشيرة دخول إلى نيويورك لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
كما قال أحد المصادر في البيت الأبيض، إن إدارة الرئيس دونالد ترامب مصممة على عدم إعطاء صيغة رسمية دولية شرعية لعملية الاعتراف بالدولة الفلسطينية من جانب العديد من الدول، وهو ما سيصب في مصلحة حماس التي تصمم إدارة ترامب على القضاء عليها، على حد تعبيره.
وبحسب المصدر، فإن إدارة ترامب ترفض نهائيا اعتراف دول كبرى بدولة فلسطينية، وترى أن الرئيس عباس لن يستطيع التعامل مع هذا الموقف الدولي مثلما لم يكن له تأثير أو دور في السنوات الأخيرة على القرار الفلسطيني في الداخل أو حتى فهم رؤية الولايات المتحد.
وأضاف أن حماس ستتمكن من هذا الاعتراف من خدمة أجنداتها، بحسب وصف المصدر، ما يهدد إسرائيل وعملية السلام، بالشكل الذي تراه إدارة ترامب.
وأوضح المصدر أن إدارة ترامب ترى ضرورة في أن يكون هناك كيان جديد ممثل للفلسطينيين للذهاب إلى أفكار سلام غير تقليدية بعيدا عن حل الدولتين، وهو ما يتطلب كيانات تمثل الفلسطينيين غير "السلطة الضعيفة"، على حد وصفه، التي قال إنه لا توجد جدوى من التعامل معها، بحسب رؤية الرئيس ترامب وفريقه، وأيضا حركة حماس التي يصمم ترامب على القضاء عليها خلال ولايته.
وذكر المصدر "أن السلطة لا تمثل الفلسطينيين بأكملهم وأن حماس متطرفة ولن يسمح لها الغرب أبدا أن تستغل أية قرارات دولية لصالحها"، على حد تعبيره.
وأشار إلى أن ترامب يرى أن حل الدولتين "مزحة" لن يقبل بها لأنها تهدد إسرائيل، ولن يسمح بأن تحمل الاعترافات الجديدة أي صيغة دولية للفلسطينيين.
من جهته، قال مصدر أمريكي مطلع، إن من أبرز محاور رفض منح التأشيرات للوفد الفلسطيني، أن حضور عباس وسط هذه الدول التي ستقوم بالاعتراف بدولة فلسطين سيعطي منحى قانونيا ودفعة لإقامة دولة فلسطينية في أقرب وقت، وسيكون هذا المؤتمر الخاص بحل الدولتين مناسبة فاصلة في ذلك.
وأفاد المصدر، في تصريحات، بأن من أكثر الأمور التي يتوجس منها ترامب من حضوره الوفد الفلسطيني أن يقف عباس على المنصة ويقدم صور الضحايا من الأطفال والجوعى في غزة ومن ماتوا وهم على هيئة هياكل عظمية.
وأكد أن ذلك سيكون مضرا لإسرائيل والروايات المستمرة التي تروج لها حتى الآن، بأنها تواجه جماعات مسلحة تقتل الأبرياء والأطفال، وسيكون هناك تحول دولي في إلقاء مثل هذه التهمة على إسرائيل.
وبين المصدر أن ترامب يخشى من عرض مؤثر من جانب عباس أو موقف غير متوقع يزيد جانبا من التعاطف الدولي مع ما يجري في غزة ضد إسرائيل، خاصة على مستوى الداخل الأمريكي، عندما يرى ضغطا من روايات أخرى خاصة بقطاع غزة.
وأردف المصدر أن مثل هذه المواقف يكون لها ثمن سياسي كبير وتأثير على مستوى دولي وسط حضور دبلوماسي وإعلامي سيحمل تأثيرا على حكومات دول تتأرجح في الاعتراف بدولة فلسطين، وهو ما سيكون له تأثير ضاغط على إدارة ترامب حيال موقفها من اتخاذ إجراء لإيقاف الحرب في غزة، وفق قوله.