بحث

جنازة كبرى لقيادات الحوثيين بصنعاء بعد الغارة الإسرائيلية


 

جنازة كبرى لقيادات الحوثيين بصنعاء بعد الغارة الإسرائيلية

شهدت العاصمة اليمنية صنعاء، صباح اليوم الاثنين الموافق 1 سبتمبر 2025م، مراسم تشييع جماعية غير مسبوقة لعدد من أبرز قيادات جماعة الحوثي، وفي مقدمتهم رئيس حكومة الجماعة أحمد غالب الرهوي وعدد من وزرائه، الذين قُتلوا في الغارة الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مبنى حكومي بصنعاء قبل أيام.

تدفقت جموع ضخمة من أنصار الجماعة إلى ميدان السبعين وسط العاصمة، في مشهد اتسم بالزخم الشعبي والعسكري؛ حيث رُفعت الأعلام الخضراء واللافتات التي تندد بإسرائيل والولايات المتحدة، وتدعو للثأر. وألقى عدد من قادة الجماعة خطبًا سياسية حادة، أكدت على أن “دماء الشهداء لن تذهب سدى”، في إشارة واضحة إلى استعداد الحوثيين لتوسيع دائرة الرد.

من جهة أخرى، أعلن محمد أحمد مفتاح، المكلَّف مؤقتًا بمهام رئيس الوزراء، عن إجراءات أمنية مشددة داخل العاصمة، تشمل إعادة انتشار القوات التابعة للجماعة، وتشديد الرقابة على المؤسسات الحكومية، في محاولة لضبط الوضع الداخلي ومنع أي فراغ إداري أو أمني.

أبعاد ودلالات

تأتي هذه الجنازة في وقت حساس، إذ تحاول الجماعة تحويل الحدث من مجرد خسارة قيادية إلى منصة تعبئة جماهيرية. فحجم الحضور الشعبي ورفع شعارات “الثأر” يحمل رسالة مزدوجة :

•داخليًا: تهدف الجماعة إلى تعزيز التماسك في صفوف أنصارها بعد الضربة المؤلمة التي استهدفت رأس الحكومة.

•خارجيًا: تريد إيصال رسالة تحدٍ لإسرائيل وحلفائها الإقليميين بأن التصعيد لن يضعفها، بل سيدفعها إلى مزيد من الانخراط في الصراع الإقليمي.

لمحة استراتيجية

هذه الجنازة لا تُقرأ بوصفها حدثًا جنائزيًا فحسب، بل باعتبارها استعراض قوة منظم يهدف لإعادة إنتاج صورة الحوثيين كقوة صامدة وقادرة على تعبئة الشارع في لحظة أزمة.

ومن المرجح أن تتحول تداعياتها إلى تصعيد ميداني، سواء عبر جبهة البحر الأحمر أو من خلال استهدافات جديدة لحلفاء إسرائيل في المنطقة.

إنها لحظة فارقة، حيث يسعى الحوثيون إلى تثبيت سردية أن “الغارات لا تكسرهم”، بل تمنحهم شرعية المقاومة، وهو ما قد يدفع الصراع إلى بعد إقليمي يتجاوز حدود اليمن، ويضع المنطقة أمام مرحلة أكثر هشاشة واضطراب

متعلقات:

آخر الأخبار