ضائع يعود إلى أحضان عائلته بعد 33 عاما من الاختفاء في مصر
بحرالعرب_متابعات:
في قصة إنسانية مؤثرة لو شوهدت في فيلم سينمائي لربما اتُهم صنّاعه بالمبالغة الدرامية، فقدت إحدى العائلات المصرية ابنها وهو بسن 15 عاما وبعد أن انقطع الأمل نهائيا في العثور عليه، عاد إلى أحضانها ولكن بعد مرور 33 عاما.
الواقعة رواها أمين شرطة متقاعد لوسائل إعلام محلية وبطلها مراهق صغير السن كان متوجها من قريته إلى محافظة بورسعيد، حيث اختفى فجأة وباءت كل محاولات عائلته للعثور عليه بالفشل.
وكان آخر ما عرفوه من معلومات بشأنه، طبقا لرواية أصدقائه، هو أنه أصيب في مشاجرة داخل القطار المتجه إلى المحافظة، قبل أن تنقطع أخباره ولا يعرفوا عنه شيئا.
ويقول الشرطي السابق "عمارة كمال" إنه تعرف على صديق جديد يعمل موظفا في الشركة التي التحق بها بعد تقاعده وبمجرد أن عرف الأخير أنه سبق أن انتقل إلى محافظة بورسعيد ليعمل بمديرية الأمن هناك، أخبره بقصة شقيق زوجته الغريبة والذي اختفى منذ أكثر من 30 عاما وهو متجه إلى المحافظة، طالبا منه المساعدة عبر التواصل مع زملائه السابقين.
وأطلع زوج شقيقة المفقود الشرطي على صورته في أوراق ومستندات رسمية مدرسية حين كان طالبا بالمرحلة الإعدادية، فكانت المفاجأة أن هناك شخصا في أواخر الأربعين من العمر لا يُعرف له أهل ويعاني من فقد "جزئي" للذاكرة تنطبق عليه تلك المواصفات.
وبمجرد أن اطلعت أم المفقود، وهى على فراش الموت،على صورة ابنها التي التُقطت بكاميرا الهاتف، صاحت: "إنه أخوكم، إياكم أن تتركوه يضيع منكم مرة أخرى"، قبل أن تُسلم الروح.
تعرفت العائلة على الابن المفقود وبدأت الألفة تأخذ مسارها والدفء يمحو سنوات الاغتراب، لكن بقي التأكد وقطع الشك باليقين وهو ما تم فعليا من خلال إجراء اختبار الحمض النووي DNA.
وهنا كانت المشاعر جارفة والدموع حاضرة، فقد تم التأكد رسميا من أنه نفس الطفل المفقود قبل 33 عاما والذي تأثرت ذاكرته جزئيا بسبب الإصابة الحادة التي تلقاها برأسه وعمره 15 عاما في مشاجرة القطار، لكنه استطاع إلى حد ما التعرف على أفراد عائلته واستعادة ذكرياته معهم.