بحث

فضيحة ثقافية جديدة… مشاريع طباعة أعمال عبدالله هادي سبيت تتعثر بسبب المناطقية والإهمال


 

فضيحة ثقافية جديدة… مشاريع طباعة أعمال عبدالله هادي سبيت تتعثر بسبب المناطقية والإهمال

 

عدن – خاص بحر العرب

مرة أخرى، تنهار أمام أعيننا واحدة من أبرز المحاولات لإنقاذ إرث شاعر اليمن الكبير، الفنان والمثقف الوطني الراحل عبدالله هادي سبيت، هذه المرة بسبب العقلية المناطقية البغيضة، وصراع العبث والاستهتار الذي يضرب مؤسسات التعليم والثقافة في عدن، بينما يضيع تاريخ رموزنا، وتُدفن أعمالهم في الأدراج .

 

الدكتور أحمد علي الهمداني، أستاذ الأدب الحديث في جامعة عدن، كشف بمرارة تفاصيل فشل مشروعه الوطني الثقافي لطباعة الأعمال الشعرية والمسرحية الكاملة لعبدالله هادي سبيت، بعد سنوات من الجهود الجبارة لجمع تلك الأعمال من الشتات، بمبادرة فردية وشخصية تعجز عنها وزارات ومؤسسات بكامل ميزانياتها .

 

الهمداني أوضح أنه حصل على موافقة رسمية من رئاسة جامعة عدن لطباعة الأعمال عبر مطبعة الجامعة، وبالفعل تكفّل بجمع الإرث الأدبي والفني للشاعر الراحل، ونجح في إعداد المواد للطباعة، إلا أن المشروع سقط ضحية عقلية الصغار، حيث اصطدم بحجج تافهة من نوع “ لا يوجد ورق ”، والأدهى أن أصواتاً مناطقية مشينة علت تسأل : “ لماذا يتبنى المشروع شخص من عدن؟ ” وكأن الثقافة والإبداع أصبحت ملكية حصرية لعقال المناطق، لا ملكاً للوطن .

 

عندما تصبح “ المناطقية ” أهم من إرث الوطن

 

هذه ليست مجرد عرقلة إدارية، بل صفعة جديدة في وجه كل من يعتقد أن اليمن ما زال فيه متسع للثقافة والتاريخ .

 مناطقية قميئة حوّلت قامة بحجم عبدالله هادي سبيت، من شاعر ومبدع وطني إلى ضحية صراع الجغرافيا الرخيص، بينما يتحول مسؤولو الثقافة إلى تجار أوراق وأصحاب مزاجات شخصية .

 

ولم يتوقف العبث هنا، فالجهود ذاتها التي بذلها الهمداني لطباعة أعمال القامة الأخرى، الشاعر عبدالرحيم سلام القرشي، اصطدمت بالحائط نفسه، حيث لا صوت يعلو على الانقسامات، ولا دعم لأي مشروع يعلو فوق نغمة الانتماء الضيق، حتى وإن كان الثمن هو دفن إرث شعراء صنعوا وجدان هذا الشعب .

 

تضامن واسع مع الهمداني ودعوات للتحرك

 

وسط هذه المهزلة، يعلن كثيرون تضامنهم الكامل مع الدكتور أحمد علي الهمداني، الذي تحمّل منفرداً مشقة مشروع وطني تجاهلته مؤسسات يفترض أنها وجدت لحماية الموروث الثقافي، لا لدفنه تحت ركام الورق والفساد والمناطقية .

 

ويبقى السؤال: إلى متى تستمر هذه الرداءة ؟ من المسؤول عن ضياع تراث عبدالله هادي سبيت، ومن سيحاسب العابثين بمكتسبات اليمن الفكرية ؟

 

الذاكرة الوطنية لا تنتظر أحد … والعار سيلاحق كل من كان سبباً في إطفاء نور مبدعي اليمن .

متعلقات: