تصعيد غير مسبوق بين باكستان وأفغانستان يسفر عن عشرات القتلى وإغلاق المعابر الحدودية

بحر العرب ـ متابعات:

شهدت الحدود بين باكستان وأفغانستان تصعيداً عسكرياً هو الأعنف منذ عودة حركة طالبان إلى السلطة في كابول، أسفر عن عشرات القتلى والجرحى من الجانبين، وسط تبادل للاتهامات وشنّ غارات جوية متبادلة، دفعت إسلام آباد إلى إغلاق جميع المعابر الحدودية الرئيسية.

وقال الجيش الباكستاني إن 23 جندياً قُتلوا في الاشتباكات، بينما أعلنت طالبان مقتل 9 من عناصرها، في حين زعم كل طرف أنه كبّد الآخر خسائر أكبر بكثير دون تقديم أدلة مستقلة.

وأفاد مسؤولون أمنيون بأن القوات الباكستانية نفذت غارات جوية على مواقع داخل الأراضي الأفغانية، رداً على إطلاق نار عبر الحدود، في حين أكدت طالبان أنها ردّت بهجمات انتقامية عنيفة.

وأغلقت السلطات الباكستانية نقطة تورخام وشامان إلى جانب ثلاثة معابر فرعية في خيبر وبلوشستان، بعد اشتباكات ليلية دامية. وأدانت الحكومة الباكستانية ما وصفته بـ«الاستفزازات الأفغانية»، مؤكدة أن الجيش تصرف دفاعاً عن النفس.

ويأتي التصعيد في ظل توتر سياسي متزايد عقب زيارة وزير خارجية طالبان إلى الهند، ما أثار قلق إسلام آباد من تقارب محتمل بين كابول ونيودلهي.

وأفادت مصادر أمنية بأن القتال تراجع صباح الأحد مع استمرار إطلاق النار المتقطع في منطقة كورام، فيما أعلنت طالبان وقف هجماتها بناء على وساطة قطر والسعودية.

يُذكر أن البلدين يتنازعان منذ عقود حول خط دوراند الحدودي الذي رسمه البريطانيون عام 1893، ولم تعترف به الحكومات الأفغانية المتعاقبة، مما يجعله بؤرة توتر مزمنة بين الجانبين.