بحث

«الكاريكاتير المصري»... تاريخ النقد الساخر

الاثنين 24/نوفمبر/2025 - الساعة: 9:34 م

صحيفة بحر العرب - متابعات

صدر حديثاً عن سلسلة «هوية مصر» بالهيئة العامة لقصور الثقافة، كتاب «الكاريكاتير المصري: حكاية فن» للشاعر والصحافي عيد عبد الحليم، في نحو أربعمائة صفحة، ويمثل حصيلة جهد أربع سنوات بذلها في تتبع هذا الفن الذي قدم على مدار تاريخه محاولات للنقد الاجتماعي والسياسي للأحوال اليومية والسياسية والاقتصادية بأسلوب ساخر، فالكتاب محاولة لتحليل خصائص مدرسة الكاريكاتير المصرية وتعبيرها عن المجتمع، وجعل هذا الفن للشعب.

يقدم عبد الحليم مقاربة وتحليلاً لأربعين فناناً مصرياً معاصراً من فناني الكاريكاتير، معتمداً على مقابلات شخصية وأحاديث مع الكثير منهم، لتقديم رؤية اجتماعية لهذا الفن، خاصة بعد ثورة يناير، وتقديم مقارنة بين جيل الرواد والجيل الجديد من الرسامين، والاختلافات بينهما، ومنها مثلاً أن الرواد كانوا يعتمدون كثيراً على الكلام المصاحب للرسم، بينما يميل الرسامون الجدد أكثر للرسم الصامت المعبر بذاته، من دون تعليقات، كما أن الرواد كانت لديهم فكرة المزاوجة بين مؤلف أو صاحب الفكرة ورسام ينفذها كما كان يحدث في مدرسة صحيفة الأخبار في ثنائية الكاتب أحمد رجب والفنان مصطفى حسين، إذ كان الأول يضع الفكرة والثاني ينفذها، في حين أن الجيل الجديد لا يميل لهذه الثنائيات، فالرسام هو المؤلف وصاحب الفكرة والمنفذ.

يبدأ الكتاب بمقدمة تاريخية عن نشأة فن الكاريكاتير ومسيرته في مصر بدءاً من يعقوب صنوع، وصاروخان الذي يعده أول رسام كاريكاتير حقيقي في القرن العشرين، ثم عبد المنعم رخا أول مصري يعمل في فن الكاريكاتير، ثم يتوقف المؤلف طويلاً عند مدارس الكاريكاتير المتنوعة في الصحافة المصرية، مثل مدرسة «روز اليوسف» و«صباح الخير» اللذين أحدثا طفرة كبيرة في فن الكاريكاتير، ورموزهما من فناني الكاريكاتير مثل حسن فؤاد وحجازي وصلاح جاهين وحسن حاكم وزهدي العدوي وعبد السميع، ومدرسة «الجمهورية» ورائدها طوغان، ومدرسة «أخبار اليوم» بقيادة مصطفى حسين، فضلاً عن رسامي الكاريكاتير الذين عملوا مع صحافة اليسار وبرزوا من خلالها مثل بهجت عثمان.

بعد هذه المقدمة التاريخية، يبدأ متن الكتاب الذي يركز على تقديم أربعين فناناً معاصراً من فناني الكاريكاتير، خاصة الذين برزوا عقب ثورة يناير (كانون الثاني) 2011، مع ظهور منافذ صحافية جديدة وانتشار الصحافة الخاصة، التي أتاحت الفرصة لجيل جديد وتيار مختلف في الكاريكاتير، مخصصاً فصلا لكل منهم يتناول أسلوبه، مع نماذج من أشهر أعماله، ومنهم أحمد عز العرب ومصطفى رحمة وعمرو سليم وعبد الله ومخلوف وسمير عبد الغني ودعاء العدل ومحمد عمر وأحمد عبد النعيم وعمرو فهمي، وغيرهم من الفنانين من عدة أجيال، لكنهم يشتركون في بروز حس جديد عقب الثورة وتعبيراً عنها، وإن كانت بذور هذا الجيل بدأت مع عمرو سليم في الإصدار الأول لجريدة الدستور، وكان بمثابة راع للفنانين الأصغر سناً، ومعظمهم يدينون له بالفضل.

يتضمن الكتاب أيضاً فصلاً عن الجمعية المصرية لفن الكاريكاتير ودورها في رعاية الرسامين الموهوبين، وإصدارها مجلة «كاريكاتير» لأول مرة برئاسة الفنان مصطفى حسين، حين كان رئيساً للجمعية، ثم استمرت بعده تحت رئاسة الفنان جمعة فرحات. وهناك فصل آخر عن المهرجان الدولي لفن الكاريكاتير، وفصل عن متحف الكاريكاتير الذي أنشأه الفنان محمد عبلة.

المصدر: الشرق الأوسط

متعلقات:

آخر الأخبار