بحث

تبقى المليشيات باطلة وإن ارتفع صوتها!!

عبدالكريم سالم السعدي

(1)

البعض من الخفة والضئالة بحيث يهتز مع ارتفاع أي صوت، حتى وإن كان هذا الصوت باطلاً، فتراه كالقشة في مهب الرياح، لا يستقر على موقف ولا على وضع، وتتبدل مواقفه مع ارتفاع الأصوات هنا أو هناك. وهؤلاء هم الفصيل الذي لا تستفيد منهم الأوطان ولا القضايا، ولا حتى عائلاتهم، ووجودهم دائماً يمثل عبئاً على من يتبعونه!!

(2)

الأحداث التي ضربت محافظتي حضرموت والمهرة، والتي ما زالت تداعياتها مستمرة حتى اللحظة، حملت رياحها البعض الخفيف من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار، وكشفت وجوه كثيرين وفضحت مواقف أكثر من نفس الفصيل الخفيف الذي تعبث به رياح الصوت العالي، ويوصل بوضعه النفسي والجسدي إلى درجة الإشفاق عليه!!

(3)

الثبات على المواقف والتضحية لأجلها مهمة ليست سهلة، وهي طبيعة وصفة لا يمتلكها الكثير، ولهذا خص الله بها الأنبياء وحوارييهم وصحابتهم، ومن صدّق بهم في بدايات دعواتهم، ومنحها للقليل من الناس الذين لا يرتعدون أمام صوت الباطل، وإن علا على صوت الحق أو حقق مكاسب مؤقتة!!

(4)

ما حدث في محافظات حضرموت والمهرة كان متوقعاً في ظل الصراع الإقليمي الذي تشهده المنطقة والدائر في اليمن بأيدي أدوات محلية وهبت نفسها لتنفيذ العمليات القذرة لهذا الصراع بمقابل إما مادي أو معنوي، وبالتالي من المستغرب السقوط السريع للبعض وتخليهم عن قناعاتهم بسهولة، وبمبررات وحجج كانت ماثلة أمامهم طوال الوقت منذ ما قبل تلك المتغيرات!

(5)

اتضحت معالم المعركة في حضرموت والمهرة، وباتت واضحة إلا للأعمى بصراً وبصيرة، ومثلت متغيراتها دليلاً واضحاً واعترافاً ضمنياً بأن من يتحركون على الأرض مجرد مرتزقة ينفذون مهاماً بمقابل مادي، وأن القضايا التي ترفع راياتها ليست إلا مظلة تضليل للبسطاء الذين تغيب عنهم الحقائق!

(6)

عندما تحدثنا عن أحداث حضرموت وقلنا إنها لا علاقة لها بالقضية الجنوبية، كنا ندرك جيداً ما نقول، وذلك لأننا بنينا قناعتنا هذه على سلسلة من الأحداث والمواقف منذ أن كنا مشاركين فاعلين في التأسيس للممثل الجنوبي، ومنذ أن تم اختطاف هذا التمثيل بقرار إماراتي، أصبح الجنوب بموجبه محمية إماراتية، ظاهرها جنوبياً وباطنها إماراتي صهيوني، يهدد بسقوطه الأخلاقي وتبعيته العمياء الأرض والعرض والعقيدة!

(7)

التدخل السعودي المستند على دعوة الشرعية اليمنية، والذي نالت مقاتلاته من سفن الشر الإماراتي في حضرموت والتي لا تحمل للمنطقة وللجنوب وأهله إلا الموت والدمار حددت الخارطة الجديدة، فبعد أن كانت الإمارات تتخفى خلف أغبياء مرتزقة الانتقالي وتدفعهم لتنفيذ مشروعها المدمر لكل جميل، سواء بين الجنوبيين أنفسهم أو بينهم وبين جيرانهم، اليوم بعد هذه الضربة باتت الإمارات في المقدمة، وانتهى عهد مرتزقة الانتقالي، وانتهت مهمتهم القذرة، ولم يتبقَ أمامهم إلا فترة انتظار طلوع الروح من الجسد!!

(8)

ما نرجوه من الأشقاء ومن كل القوى الوطنية التي تقف موقف المتحفظ أو المعترض تجاه القضية الجنوبية، أن لا يزيدوا هذه القضية أوزارًا فوق الأوزار التي تحملتها جراء أخطاء جماعة الارتزاق الانتقالية، فقضيتنا قضية عادلة ومشروعة وتحتاج إلى تضافر الجهود لإيجاد الحلول. وقد كانت بيانات الأشقاء في المملكة العربية السعودية تجاه قضية الجنوب ممتازة وإيجابية، نتمنى أن تحذو بقية الأطراف حذوها، وأن لا تعمد إلى ربط هذه القضية العادلة بجماعة الانتقالي وسيدتها الإمارات وسلوكياتهما الشاذة والخارجة عن الإجماع العربي!!

آخر الأخبار