أن تستمر الخلافات بين أعضاء مجلس القيادة الرئاسي بهذه الحدة التي نتابعها عبر الفضائيات، فذلك أمر لا يهدد -بالتأكيد- المصلحة الوطنية، وإنما يهدد مواقع أعضاء مجلس القيادة ومصالحهم الخاصة، لأنهم عودونا أن الوطن والناس هما آخر ما يفكرون به.
من هنا، نحن نفكر فيهم ولا نخفي قلقنا عليهم ليس لأنهم يحبوننا وإنما لأن خلافاتهم تزعجنا، ولأنها لا تدار بأيديهم بل بأيدي من بيدهم قرارهم ويتحكمون بمصير الوطن.
ولذلك إن أدرتم حل خلافاتكم فليس بتشكيل اللجان (فلا تلجنها تعجنها) بل بالمحكمة الدستورية - إن كنتم تفهمون ب"الشرعية" الدستورية- أو تعالوا ننصحكم بالطريق السهل، بالتوافق على أحد ثلاث:
الأولى: أن تتفقوا على تدوير الرئاسة (أسبوعيا، شهريا، سنويا) بحيث يشعر الثمانية برئاسة واحدة وفخامة متساوية.
الثانية: أن تحافظوا على نمط ما أنتم عليه الآن، على أن يتمسك كل واحد منكم بحقه بإصدار القرارات التي يراها مناسبة كما يفعل الرئيسان العليمي والعيدروس، وما فيش حد أحسن من حد.. وتعملو بقاعدة "قرار لك وقرار لي، ورزمه لك ورزمه لي".
الثالثة: العودة إلى الرئيس عبدربه منصور هادي وإلغاء قرار التفويض السابق الصادر في 7 أبريل 2022، ليستعيد "المفرش" ويحكم السوق بطريقته.
هذه المخارج أو قل الخيارات إذا ما تم التوافق عليها - بالتأكيد- لا يمكن لها أن تتم إلا بموافقة الرياض وأبو ظبي.
لكن المهم بالنسبة للشعب والوطن أن زعماءه جميعهم لا يجب أن تتواصل نزاعاتهم فينفجر الوضع بينهم، فكلكم يعبر عن إرادة واحدة، وكلكم جئتم بقرار واحد، وخرجتم من مشكاة واحدة.
يقلقون لقلقكم:
الناس الذين يموتون لأسباب فشلكم وحماقاتكم، ويجوعون لفسادكم وظلمكم، ويتشردون لبطشكم وغياب الرشد فيكم، لم يبق أمامهم إلا أن يقلقوا لقلقكم، ويخافون عليكم منكم ..!!
أتدرون لماذا ؟!
لأنهم يخافون أن تعكسوا خلافاتكم عليهم.. على المواطن "الغلبان" الجائع والمشرد، ولأنهم يخافون من واقع أسوأ من الواقع الذي أوصلتموهم إليه.. يخافون إن اختلفتم أن تجهزوا على ما تبقى فيهم من حياة.
فاصطلحوا يصلحكم الله.