بحث

قرى تعتمد على مياه الأمطار.. الجفاف ينهك أهالي جبل البكري في ردفان


ردفان((بحرالعرب)) هشام عطيري:

 

في مناطق جبل البكري أو ظاهرة البكري، تنتشر أكثر من 45 قرية بين الجبال، يعيش فيها آلاف السكان، إلا أنّ تلك المناطق تعاني من الجفاف وأزمة مياه خانقة منذ سنوات عديدة. ويعتمد الأهالي على مياه الأمطار التي يحتفظون بها في سدود أو برك للاستفادة منها للشرب والاستخدامات المنزلية لعدة أشهر، فيما يضطر آخرون إلى شراء بوز مياه بمبالغ كبيرة أرهقت كاهل الأهالي في تلك المناطق.

 

 

مناطق جبل البكري

 

وكانت قرى الجبل، التي تُعد من المناطق المرتفعة عن سطح البحر بما يقارب ألف متر، تعتمد على مشروع مياه بدأ بضخ المياه إلى تلك القرى ويُسمى مشروع مياه صمعان منذ عام 1986م، إلا أنّ هذا المشروع توقف عن العمل، ما زاد من معاناة الأهالي، حيث يحتاج المشروع إلى إعادة تأهيل بدعم حكومي أو من جهات مانحة.

 

قال الشيخ صالح حسين العيسائي، شيخ قبيلة العيسائي في مناطق الجبل، إنّ مناطق الجبل تعيش أزمة مياه خانقة وجفافًا طوال العام، ويعتمد الأهالي على مياه الأمطار، إلا أنّ هذا العام تأخرت الأمطار بسبب الظروف المناخية، ما فاقم معاناتهم، واضطروا إلى الاعتماد على توفير المياه عبر البوز التي تتراوح تكلفتها بين 50 و150 ألف ريال يمني.

 

 

وأشار الشيخ العيسائي إلى أنّ الأهالي في مناطق الجبل يعيشون أوضاعًا سيئة ويعتمدون على مياه البرك للشرب والاستخدامات المنزلية، لافتًا إلى أنّ هناك العديد من محاولات حفر الآبار التي وصل عمق بعضها إلى 370 مترًا دون فائدة، ما يتطلب تعميق الآبار، في حين أنّ الأهالي غير قادرين على دفع تكاليف الحفر.

 

 

ودعا الشيخ العيسائي فاعلي الخير والمنظمات الدولية والمؤسسات الخيرية إلى المساعدة في حفر آبار تصل أعماقها إلى ما بين 700 و800 متر.

 

وأضاف أنّ أزمة المياه في مناطق الجبل تؤدي إلى صعوبات كبيرة في تأمين المياه للشرب والزراعة والاستخدامات اليومية.

 

قال الشيخ عبدالحكيم أسعد ثابت الطبازه البكري إنّ بلاد البكري الجبل وما حولها من المناطق ومراكز ردفان تبعد أكثر من 25 كيلومترًا عن مدينة الحبيلين، وتُعد مناطق ريفية تعتمد على مياه الأمطار، كما أنها غنية بالثروة الحيوانية وتربية النحل وزراعة البن.

 

وأوضح أنّه بسبب الجفاف انخفضت كميات الثروة الحيوانية، وأدت أزمة المياه الحادة إلى نزوح بعض السكان عند اشتداد الأزمة. ويبلغ عدد سكان الجبل ما يقارب 45 ألف نسمة موزعين على المراكز التالية: مركز الحميدي ومركز السبابه ومركز المحط ومركز عقيبه ومركز دبسان ومركز أيمن ومركز وحده ومركز صمعان ومركز شعبتيم ومركز الخلا ومركز جبل هميش ومركز الجبله والحاجب ومركز بلاد العمري.

 

 

أشار الشيخ عبدالحكيم أسعد ثابت الطبازه البكري إلى أنّ مشروع مياه صمعان – جبل البكري تأسس في عام 1986م بمنطقة صمعان، ويحتوي على ثلاث آبار وثلاث مضخات، إضافة إلى خزان في منطقة الثيلة يحتوي على مضختين، وخزان في المحط يحتوي على مضختين، وخزان في العرقوب – ظاهرة الحميدي، إلى جانب خزان باشعب الضرفي.

 

وأكد الشيخ طبازه أنّ الوضع يتطلب تدخلًا عاجلًا لمعالجة الأزمة الحالية من خلال ترميم الخط الرئيسي وإعادة ضخ المياه إلى المراكز عبر إعادة تأهيل المشروع المتوقف، داعيًا المنظمات الدولية ورجال الأعمال والدولة إلى التدخل لإنقاذ الأهالي من هذه المعاناة المستمرة.

 

 

وتابع الشيخ طبازه حديثه بالقول: "إنّ مشروع مياه صمعان كان يعد من المشاريع الاستراتيجية التي تغطي مناطق الجبل، وقد بدأ العمل فيه عام 1986م، وتألف من ثلاث آبار ومكائن ضخ وخزانات. لكن المشروع لم تتسلمه أي جهة رسمية أو حتى لجنة محلية، واستمر في ضخ المياه لفترة، قبل أن يتوقف لفترة طويلة، ثم عاد للعمل مرة أخرى بشكل محدود".

 

 

قبل عشر سنوات كان مشروع مياه صمعان يضخ المياه إلى مناطق الجبل، إلا أنّه توقف بسبب غياب أي جهة رسمية لإدارته، لينتهي بذلك المشروع الذي كان من شأنه إنهاء معاناة الأهالي في مناطق الجبل. وهو ما يتطلب تحركًا عاجلًا من قبل الجهات المختصة لإيجاد الحلول والمعالجات اللازمة لإعادة تشغيل مشروع مياه صمعان، وإنهاء معاناة قرى جبل البكري.

 

 

وقال الشيخ عبدالحكيم الحجيلي إن مناطق الجبل في ردفان تعاني من شح وجفاف شديدين في المياه، ويعيش سكانها أوضاعًا صعبة للغاية نتيجة عدم وجود آبار أو مشروع مياه يغطي احتياجاتهم، ما يهدد الأهالي بالنزوح القسري. وأضاف أنّ تدخلات فاعلي الخير من رجال الأعمال والتجار والقيادات العسكرية ومؤسسات الجبل وروابي ردفان أسهمت في توفير بوز مياه لتغطية احتياجات معظم مناطق الجبل ومساعدة المواطنين.

 

وأوضح الشيخ الحجيلي أنّه رغم هطول أمطار متوسطة مؤخرًا، إلا أنّ المواطنين ما زالوا يعانون من شح المياه والجفاف. وطالب، باسم أبناء الجبل، المجلس المحلي والمنظمات والمؤسسات وفاعلي الخير والقيادات العسكرية بالتدخل العاجل لإنشاء مشروع مياه متكامل يخدم كل مناطق الجبل.

 

من جانبه، كشف الطبيب المساعد مالك مثني عن تعرض كثير من الأهالي لأمراض، خاصة أمراض الكلى، نتيجة استخدامهم مياه مكشوفة لفترات طويلة دون أي معالجة بالكلور أو مواد التنظيف، إضافة إلى تدني مستوى الخدمات الطبية في مناطق الجبل.

بدوره، أكد فضل القطيبي مدير عام مديرية ردفان، أنّ مناطق الجبل تعاني من أزمة مياه حادة، حيث تعتمد كليًا على مياه الأمطار التي يتم تخزينها في سدود لتكفي الأهالي لفترات طويلة. وقال إنّ تأخر الأمطار هذا العام تسبب في أزمة شديدة، مشيرًا إلى أنّ السلطة المحلية حاولت، بالتعاون مع المجتمع المحلي، مناشدة بعض الجهات لتوفير المياه وحفر آبار في عدة مناطق، وما تزال المساعي مستمرة.

وأوضح القطيبي أنّ الحل الجذري لإنهاء المعاناة يتمثل في إعادة تأهيل مشروع مياه صمعان المتوقف منذ سنوات، والذي أُنشئ عام 1986م في منطقة صمعان التي تمتلك مخزونًا مائيًا كبيرًا، لافتًا إلى أنّ التدخل لإعادة تشغيله يفوق إمكانيات السلطة المحلية ويتطلب دعمًا حكوميًا كبيرًا وجهودًا من الجهات المانحة.

 

وناشد القطيبي كل الجهات الداعمة والمنظمات بالتدخل لإحياء هذا المشروع الاستراتيجي الذي يخدم أكثر من 30 ألف نسمة في مناطق الجبل. كما أشار إلى أن السلطة المحلية بالمديرية بذلت جهودا كبيرة في متابعة المؤسسات الخيرية لحفر آبار مياه، خاصة في منطقة شعب تيم التي أظهرت الدراسات وجود مياه جوفية فيها، بعد نجاح الأهالي في حفر بئر مياه بالجهود الذاتية.

متعلقات: