بعد السيطرة على الساحل السوري.. كيف توزعوا "المقاتلين الأجانب"؟
بحرالعرب_متابعات:
قالت مصادر أهلية وعسكرية في الساحل السوري، إن الطيران الإسرائيلي بنوعيه المسير والحربي لم يعد يفارق سماء المنطقة، حيث يجري طلعات يومية، فيما يبقى الطيران المسير في أجواء الساحل لساعات طويلة يوميا تحت أنظار السكان الذين باتوا يميزون بين أنواعه وطرازاته المختلفة.
مصدر أمني سوري تابع لجهاز مكافحة الإرهاب المستقل،أن نشر الآلاف من المقاتلين الأجانب على طول الساحل السوري وعرضه منذ نحو شهر، اجتذب الطيران الإسرائيلي الذي يراقب عن كثب أماكن انتشار هؤلاء وتحركاتهم.
وذكر المصدر أنه من بين 16 ألف مقاتل، هو العدد الكلي للمقاتلين الأجانب في سوريا، يتمركز عدد كبير منهم اليوم في الساحل السوري، حيث تم نقلهم من منطقة الحدود السورية اللبنانية قبل أسابيع، ويتوزعون اليوم في أكثر من 30 نقطة عسكرية ومدنية، من بينها نقاط ومواقع عسكرية تابعة للجيش السوري المنحل، وأخرى مستحدثة.
كما يتوزع هؤلاء في منشآت عامة خدمية وأخرى هي عبارة عن ملكيات خاصة، تم الاستيلاء عليها من قبلهم، ولكن الأخطر وفقا للمصدر، هو تواجدهم بين المدنيين، "وهو ما يفسر الجرائم وعمليات القتل والانتهاكات المستمرة في الساحل" حسب وصفه.
ويكشف المصدر عن أماكن توزع المقاتلين الأجانب في الساحل السوري وأعدادهم التقريبية في هذه النقاط، وتسليحهم أيضا، وفقا لمعلومات استخباراتية ومتابعة مستمرة لتحركات هؤلاء. مشيرا إلى أنهم يحاولون تغيير أماكن وجودهم بين الحين والآخر، بالتزامن مع دخول الطيران الإسرائيلي لأجواء الساحل السوري، وتنفيذه ضربات على أماكن وجودهم.
يؤكد المصدر أن عددا كبيرا من المقاتلين الأجانب يتمركز في فندق الكرنك بالقرداحة، حيث تم تحويل الفندق إلى مكان رئيسي لإقامة هؤلاء في الآونة الأخيرة، مع وجود نحو 175 أجنبيا، ومنهم القياديون المسؤولون عن التحركات في ريف اللاذقية. ويشير إلى أن العتاد والوسائط الموجودة بحوزتهم تتنوع بين 12 سيارة دفع رباعي مزودة برشاشات، مدافع هاون عيار 120 عدد 17، كما أن العناصر مزودون بقناصات حرارية وصواريخ محمولة على الكتف، ويمتلكون أجهزة اتصال لاسلكي نوع هيترا عدد 91.
ويلفت المصدر الأمني السوري إلى أن الفندق مزود بمستودع ضمن الطابق الأرضي يحتوي جميع أنواع الذخائر للأسلحة الموجودة، كما تم تجهيز الفندق بتحصينات وخنادق بالطابق الأول والثاني بكاميرات كهرضوئية وحرارية عدد 6، علما أن الفندق مزود بشبكة إنترنت فضائي.
ويكشف المصدر أنه عند ورود أخبار عن تنفيذ أو دخول طيران إسرائيلي على الحدود السورية، يتم إخلاء الفندق والانتشار بالمناطق القريبة، ومنها محطة مياه جليلة.
وفي "اللواء الجبلي" في القرداحة، يزيد عدد العناصر هنا وفقا للمصدر الأمني، على 250 عنصرا من جنسيات مختلفة، فيما يتوزع العتاد بين سيارات دفع رباعي مزودة برشاشات، ومصفحات، دبابات عدد 3، مدفع فوزليكا عدد1، قواعد وصواريخ م/د، وجميع العناصر مزودة بأجهزة رؤية ليلية.
ويشير المصدر إلى أن الطيران الحربي الإسرائيلي نفذ غارة على هذا الموقع مؤخرا، حيث تم إخلاؤه لمدة 24 ساعة وبعدها جرت إعادة تموضع ضمن اللواء وأقيمت المزيد من التحصينات.
يتمركز جزء آخر من المقاتلين الأجانب في فيلا لشخص من آل الأسد يدعى أحمد الأسد، في القرداحة أيضا، ولا تبعد أكثر من 8 كيلو متر عن اللواء الجبلي.
ويسكن في الفيلا، حسب المصدر، قيادات من الفصائل بعضها عربي وأجنبي، وهي القيادات المسؤولة عن اللواء الجبلي، من بينهم قيادي ملقب بـ "الهاشمي".
وتتمركز حول الفيلا سيارات دفع رباعي مزودة برشاشات، وكاميرا حرارية عدد 1. كما أن العناصر مزودون بقناصات حرارية. علما أن الفيلا مزودة بشبكة إنترنت فضائي، و تم تجهيزها بتحصينات وخنادق .
وينتشر المقاتلون الأجانب في عشرات النقاط بمحافظة اللاذقية، حيث يسيطرون على قطعتين عسكريتين في مدخل المدينة قرب مبنى المواصلات باللاذقية، ويتواجد هؤلاء برفقة "الفيلق الخامس"، فيما يشير المصدر إلى أن عربات تركية دخلت إلى الموقع في اليومين الماضيين.
في القيادة البحرية بمدينة اللاذقية، يتواجد عدد غير معلوم من المقاتلين الأجانب، يقودهم مصري، فيما يشمل الموقع الاستراتيجي غرفة عمليات تركية وضباطا وعناصر تركيين .
أما في "المينا البيضا" شمال اللاذقية، يشكل المقاتلون الأجانب العنصر الوحيد في الموقع، ويقودهم تونسي، يقيم حاليا في فندق القصر القريب.
وتشمل أماكن توزع المقاتلين الأجانب وسط مدينة اللاذقية، منطقة القلعة، والمرفأ، حيث يتمركزون في القطع البحرية (مجموعات زوارق رباعية). كما ينتشرون في كتيبة "السهيمية".
وفي قصر "الشبطلية"(كان أحد قصور بشار الأسد - شمال اللاذقية)، ينتشر بشكل خاص مقاتلون تركمان يعملون تحت إمرة الجيش التركي، ومقاتلون أتراك وأجانب.
أما ثكنة سقوبين، التي قصفتها إسرائيل لأكثر من مرة وآخرها في الأسبوع الماضي، فقد عاد المقاتلون الأجانب ليشغلوها من جديد وفقا للمصدر. كما ينتشر بعضهم برفقة فصائل عسكرية في الكتيبة البحرية 503 قرب الشاطئ الأزرق، وفي المدينة الرياضية باللاذقية أيضا.
وفي قرية "مزار القطرية - طريق المزيرعة"، يتواجد نحو 400 مقاتل أجنبي موزعين على نقطتين، إضافة إلى العشرات في البصة واسطامو والصنوبر. كما يتواجد هؤلاء في مساكن الشرطة والزقزقانية.
يتمركز المئات من المقاتلين الأجانب، الإيغور بشكل خاص، في ريف جبلة، وخاصة في اللواء 107، الذي قصفته إسرائيل لعدة مرات، ليتم إخلاؤه في كل مرة، ثم يعود إليه المقاتلون الأجانب.
وتعتبر الكلية البحرية في جبلة، إحدى مناطق الانتشار الرئيسية للمقاتلين الأجانب، وتضم ضباطا تركيين أيضا.
كما يتواجد الأجانب في فيلا يملكها أحد المقربين من نظام الأسد (عبد الكريم زيدان) قبل الاستيلاء عليها منذ أشهر. وقد هاجمتها إسرائيل قبل أسبوعين تقريبا مستهدفة المقاتلين الأجانب فيها.
وفقا للمصدر الأمني السوري، ينتشر عدد كبير من المقاتلين الأجانب في محافظة طرطوس، حيث ارتكبوا في الآونة الأخيرة عمليات قتل ضد المدنيين في العديد من المناطق، وخاصة في الأرياف.
وبحسب المصدر يتمركز عشرات الأجانب في الفوج 200 قرب "ضهر صفرا" بريف طرطوس، وهذا الفوج كان يتبع للبحرية أيام النظام السابق، مشيرا إلى أن المقاتلين الأجانب أجروا عمليات تمويه في الموقع، حيث غطوا فوهات إطلاق الصواريخ.
كما يتواجد المقاتلون الأجانب في معسكر الطلائع بريف طرطوس الجنوبي، حيث يتمركز العشرات أيضا في هذا الموقع القريب من قرية الهيشة التابعة لمنطقة المنطار.
ويتواجد عدد آخر في مساكن مصفاة بانياس، حيث تم استهدافهم في غارة جوية قبل أسابيع قليلة.