مصادر.. حزب الله بحيلة ورقة إعادة الإعمار لإعاقة نزع سلاحه
بحرالعرب_متابعات:
كشفت مصادر رسمية لبنانية، أن "حزب الله" شرع بـ"حيلة أخيرة" بعد إطلاقه مشروع إعادة إعمار واسعة لمناطق الجنوب بتمويل خاص يتكون من 3 مراحل، عن طريق مؤسساته التي من بينها "جهاد البناء" و"وعد"، بقيمة 3 مليارات دولار.
وذكرت مصادر حكومية وسياسية، أن ميليشيا "حزب الله" قامت باستنساخ خطة حكومة رئيس مجلس الوزراء نواف سلام التي سيتم العمل عليها بالشراكة مع الدول الصديقة لإعادة إعمار الجنوب والمناطق التي تهدمت جراء الحرب الإسرائيلية الأخيرة.
وأوضحت المصادر أن الخطة ذاتها جاهزة في مكتب رئيس الحكومة اللبنانية وتتعلق بإعادة المهجرين الذين هم من الحاضنة الشعبية لـ"حزب الله" الذي لم يعر الأخير أي اهتمامات بهم أو بأوضاع مدنهم ومنازلهم وأشغالهم بالدخول في حرب إسناد بأوامر إيران على حساب الداخل اللبناني.
وأكدت أن ما خرج عن مشروع إعادة إعمار مناطق الجنوب يعمل عليه "حزب الله" بقيمة 3 مليارات دولار ليس أكثر من "ورقة مناورة" وأنه لا يمتلك هذا المبلغ في ظل الخناق المالي الذي يتعرض له بعد قطع طرق التمويل من الخارج، بجانب مواجهته مشاكل مالية في الداخل تخص الايفاء بالالتزامات الشهرية لمقاتليه ومصابي عملية "البيجر".
وأشارت المصادر إلى أن "حزب الله لو كان يمتلك ربع هذا المبلغ لفعل مباشرة على الأرض منذ أن تشردت حاضنته في كافة أنحاء لبنان، ولكنه يتاجر بهم".
ويقول مصدر حكومي رفيع المستوى، إن "الأمر عبارة عن ورقة مناورة من حزب الله بالحديث عن خطة إعادة إعمار تبلغ تكلفتها 3 مليارات دولار، هي نسخة طبق الأصل من خطة حكومة نواف سلام لإعمار الجنوب، والذي يقوم على عملية نزع سلاح حزب الله، لافتا إلى أن خطة الإعمار ذاتها للحكومة الخاصة بإعمار الجنوب، اطلع وزراء من حزب الله منذ أشهر سابقة على خطوطها الرئيسية".
وأضاف المصدر الحكومي، أن الخطة الحكومية بإعمار الجنوب تقوم على جذب استثمارات ومنح ومساعدات من دول عربية وغربية صديقة، موضحا أن هذه الخطة تتطلب اتفاق سلام مع إسرائيل بطبيعة الحال بعد نزع سلاح "حزب الله" في لبنان، بناء على انتشار الجيش ونزع السلاح حتى لا يتعرض هذا الإعمار الهائل إلى تهديد وتدمير جديد.
وأكد المصدر الحكومي، أن إعمار الجنوب أولوية لرئيس الحكومة وضغط غير مباشر يدفعه لتنفيذ خطة نزع السلاح، لأن الدعم الذي سيقدم للبنان على مستوى الاستثمارات والمنح لن يكون في ظل وجود سلاح يهدد بتدمير ما سيتم بناؤه باستثمارات ومنح عربية وغربية.
وبين المصدر الحكومي أن مناورة حزب الله عبارة عن تلاعب بـ"حاضنته الشعبية" من مهجرين ولاجئين بعد أن دُمرت بيوتهم، حتى تظل هذه البيئة أسيرة له بعد أن تصاعدت معاناة المهجرين والمشردين وسط وعود من الميليشيا اللبنانية على مدار أشهر ولم ينفذ منها شيء.
من جهته، أكد مصدر سياسي لبناني، أن الترويج بأن حزب الله سيوجه 3 مليارات دولار لإعادة الإعمار ليس أكثر من مناورة سبقها حديث من الأمين العام نعيم قاسم بالتزامن مع زيارة المبعوث الأمريكي توماس باراك منذ أسبوعين عن توجيه مليار دولار لإعادة الإعمار ووضح أنها لم تكن سوى ورقة مناورة واحترقت سريعا؛ لأن الجميع يدرك إمكانيات حزب الله في الوقت الحالي.
وأفاد المصدر، أن هذا الادعاء يحمل تهويلا كبيرا في ظل معاناة وأزمات مركبة على مستوى التنظيم تتعلق بالتزامات حيث لديه ما يقارب 60 ألف راتب شهري يدفعه لمقاتلين وعناصر متفرغة تصل أعدادهم إلى 1500 عنصر إضافة إلى ذلك عائلات القتلى والضحايا والمصابين، والذين أغلبهم وقعوا في تفجيرات البيجر، حيث هناك أعداد كبيرة يعانون من عاهات ومن فقدوا أعينهم وأيديهم ويحتاجون مصاريف شهرية لتأمين حياتهم.
وبحسب المصدر، يضاف لذلك أيضا أعباء المشردين واللاجئين حيث هناك إحصائيات بأن هناك أكثر من 300 ألف وحدة سكنية تم تسويتها بالأرض في الجنوب ويدفع للكثيرين من المهجرين من جهة أخرى، أموالا لاستئجار منازل للعيش فيها حتى تبدأ إعادة الإعمار.
وذكر المصدر أن "هناك 35 قرية تم محوها من على وجه الأرض في جنوب الليطاني ولم يعد أي أثر لمنزل أو بنية تحتية وأصبحت أرض بور غير قابلة للحياة".
وتحدث المصدر عن أن "مثل هذا الكلام تلاعب بالحاضنة الشعبية المشردة من جانب حزب الله وأن كان قادرا على هذا الإعمار لبدأ في ذلك فور انتهاء الحرب وفعل ذلك كما حدث بعد حرب 2006، عندما كانت لديه الأموال، حيث بدأت أعمال رفع الأنقاض بشكل سريع بعد ساعات من كلمة حسن نصر الله بخصوص الإعمار، وقامت منظمات تابعة لحزب الله برسم الخطط الهندسية وإعادة الإعمار بشكل فوري".
وأشار إلى أن "ما يعكس هذه المناورة وأنها متاجرة بالبيئة الحاضنة، أن خزينة حزب الله تعاني لدرجة أنها تنتظر أموالا بسيطة أي من 10 إلى 20 مليون دولار لتهريبها إلى الداخل في حقائب سفر ويتم ضبطها في النهاية، وذلك لتوفير الالتزامات المطلوبة منه بخصوص مقاتليه الأهم بالنسبة له، وذلك مقارنة بسنوات ماضية عندما كانت تنقل إليه الأموال من استثماراته واقتصاده الخارجي عبر سوريا في شاحنات".
وأردف المصدر السياسي، أن مطار بيروت يخضع لمراقبة شديدة وأي طائرة على متنها إيرانيون أو عراقيون تتعرض لكافة الإجراءات المعقدة للتفتيش، والمرفأ كذلك بخصوص التفتيش ونفس الحال للحدود السورية وبالتالي إمكانية تهريب الأموال لـ"حزب الله" بات صعبا للغاية ومجرد تهويل، وفق قوله.