بحث

من خلال الهجوم على"رامون".. هل يملك الحوثيون تقنيات جديدة؟

الاثنين 08/سبتمبر/2025 - الساعة: 11:06 ص

بحرالعرب_متابعات:

 

 

كشف هجوم الحوثيين الجوي على مطار "رامون" جنوبي إسرائيل، "عن مستويات جديدة من التقنيات العسكرية المتطورة التي باتت تستخدمها الميليشيا، في مواجهة نسق ضربات تل أبيب المتصاعدة في الفترة الأخيرة"، بحسب خبراء.

 

ونفّذت ميليشيا الحوثيين الأحد، عملية عسكرية "واسعة بعدة طائرات مسيّرة" طالت مناطق مختلفة في إسرائيل، وتمكّنت إحداها من اختراق الدفاعات الجوية والسقوط على مطار "رامون" في النقب لأول مرة؛ ما أدى إلى إصابة 8 أشخاص ووقوع أضرار مادية، إلى جانب التوقف المؤقت للرحلات الجوية.

 

وتعدّ هذه الحادثة هي الثانية من نوعها التي فشلت فيها دفاعات الجيش الإسرائيلي في غضون أقل من 3 أسابيع، في التصدي لمقذوفات الحوثيين، بعد صاروخ "فرط صوتي" انشطاري، سقط في فناء أحد منازل إسرائيل، في الـ22 من أغسطس/آب المنصرم.

 

ووفقا للتحقيقات الأولية التي أجراها الجيش الإسرائيلي، حول سبب عدم اعتراض المسيّرة في "رامون"، فإن أنظمة سلاح الجو رصدت الطائرة، "لكنها لم تصنفها كمسيّرة معادية، وعلى إثر ذلك لم يتم تفعيل أنظمة الاعتراض".

 

وفي بيان التبني الرسمي للهجوم الأخير، أكد المتحدث العسكري باسم الحوثيين، يحيى سريع، أمس الأحد، أن قواتهم تعمل على "تطوير أداء أسلحتها حتى تكون أكثر تأثيرا وفاعلية، وأنها ستصعّد من عملياتها العسكرية".

 

ويرى خبير الشؤون العسكرية والاستراتيجية، علي الذهب، أن الاختلاف في هجوم الحوثيين الأخير "ربما يعود إلى حصولهم على تقنيات تفجيرية جديدة، سواء ما يتعلق منها ببعض الطائرات المسيّرة، أو الصواريخ ذات الرؤوس الحربية المتشظية، باعتبارها أحدث ما لدى الحوثيين حتى الآن".

 

وقال إن هذه التقنيات المتطورة، تمكّن بعض المسيّرات من التخفّي والهروب من الرادارات، أو على الأقل تشتيت مستويات الدفاع المختلفة التي تمتلكها إسرائيل، بالإضافة إلى خاصية الانشطار والتشظّي لبعض الصواريخ".

 

وتساءل عن الجهات التي تقف وراء دعم الحوثيين بهذه الإمكانيات المتطورة التي تمتلكها القليل من الدول، "وبالتالي فإن دائرة الإجابة تتسع لنكتشف أن الأمر لا يقتصر على إيران وحدها، بل تشمل فواعل دولية أخرى تتعارض مصالحها مع الغرب".

 

وأشار الذهب إلى إمكانية وجود قصور في رصد المقذوفات لدى إسرائيل، "لكن يبقى من الوارد جدا أن تسمح تل أبيب بوقوع بعض منها على مناطقها النائية أو مواقع قليلة الضرر، وذلك بهدف رفع الضغوط الإعلامية الغربية عنها، ومن ثم تسعى لخلق مبررات لاستخدام القوة المفرطة تجاه الحوثيين مستقبلا".

 

وكان لافتا في بيان الحوثيين الأخير، عدم إشارتهم إلى نوع الطائرات المسيّرة المستخدمة في هجوم الأمس، وهو ما سبق أن حدث في القصف الصاروخي الذي تتطرق الميليشيا إلى تفاصيله، قبل أسابيع، لتعلن إسرائيل لاحقا أنه كان يحمل رأسا متفجرا متشظيا، في عملية غير مسبوقة.

 

وعقب الهجوم على مطار "رامون"، ألمحت قيادات حوثية عن تدشين مرحلة جديدة من الضربات على إسرائيل، لا تقتصر على المطارات والموانئ فحسب، بل تمتد إلى مختلف المنشآت والمؤسسات المدنية والخدمية والأهداف الاقتصادية.

 

وتأتي هذه التطورات المتسارعة بين الطرفين، بعد أيام على أعنف الضربات الإسرائيلية التي استهدفت موقع اجتماع قيادي بصنعاء، أسفر عن مقتل رئيس حكومة الميليشيا وعدد من أعضائها.

 

ويعتقد المحلل السياسي، عبد السلام محمد، أن التصعيد العسكري لا ينفصل عن الأبعاد السياسية والإقليمية، خصوصا في ظل استمرار الحوثيين في توفير المبررات لإسرائيل، لرفع وتيرة عملياتها في اليمن.

 

الجدير بالذكر أن إسرائيل بعد انتقال عملياتها أخيرا من استهداف مصادر التمويل، وتوجّهها نحو بعض القيادات في حكومة الحوثيين غير المعترف بها، "ومن ثم، لا استبعد استمرار العمليات الإسرائيلية في فرض واقع جديد في اليمن عبر قواتها الجوية"

 

وبيّن عبد السلام، أنه بقدر ما هناك مخاوف من استغلال إسرائيل لعمليات الحوثيين لتبرير تواجدها العسكري طويل الأمد في البحر الأحمر وبالقرب من مضيق باب المندب، فإنه يمكن أن تتصاعد العمليات ضد الحوثيين لتشمل استهداف قيادات مهمة، ذات ارتباط بالحرس الثوري الإيراني، وعلى رأسهم عبد الملك الحوثي.

متعلقات:

آخر الأخبار