مؤتمر كوالالمبور: اليمن يواجه خطر ضياع جيل كامل بسبب انهيار التعليم
بحر العرب ـ اليمن ـ متابعات:
أكد خبراء محليون ودوليون في مجال التعليم أن اليمن يواجه خطر ضياع جيل كامل بسبب انهيار التعليم. وأكدوا في مؤتمر "شركاء لأجل اليمن"، الذي عُقد في العاصمة الماليزية كوالالمبور، على ضرورة إعادة الأمل لملايين الأطفال الذين أخرجتهم الأزمات المركبة من المنظومة التعليمية.
وقدّم المشاركون في المؤتمر توصيات شددت على ضرورة قيام الحكومة اليمنية بإيلاء التعليم أولوية قصوى وتسهيل عمل المؤسسات الأهلية بعيدًا عن البيروقراطية.
كما أكدوا أهمية إنشاء صندوق لداعمي التعليم يضمن استدامة التمويل بضوابط شفافة، ومعالجة أسباب تسرب الطلاب والمعلمين وتوفير احتياجاتهم من قبل وزراء التعليم والشركاء، إلى جانب تبني الحلول الرقمية والتعليم عن بُعد من خلال إنشاء منصة تعليمية معتمدة لدى الوزارة، يمكن الاستفادة منها داخل البلاد وخارجها.
وحث المشاركون جميع الهيئات والمؤسسات الخيرية على اعتبار التعليم أولوية، ووضع أهداف إستراتيجية لإقامة مؤسسات تعليمية وتعزيز القائمة منها.
واستهدف المؤتمر، الذي نظمته الوكالة اليمنية الدولية للتنمية، ومؤسسة إنسان للتنمية والإغاثة الإسلامية، والهيئة الخيرية الإسلامية العالمية من الكويت، ومؤسسة قدوة من إندونيسيا، ومنظمة MyCar الماليزية، تعزيز الدعم الإنساني والتنموي لليمن، مع التركيز على قطاع التعليم كأولوية إستراتيجية.
كما هدف المؤتمر، الذي استمر يومين بمشاركة واسعة من منظمات إنسانية إقليمية ودولية، وجهات رسمية يمنية، وسفراء وبعثات دبلوماسية، ومؤسسات تعليمية، ورجال أعمال وفاعلي خير من جنوب شرق آسيا، إلى تنسيق الجهود المشتركة لمواجهة التحديات الإنسانية، ووضع خارطة طريق عملية لمشاريع الإغاثة والتنمية المستدامة.
وفي افتتاح المؤتمر، وصف نائب وزير التربية والتعليم اليمني، الدكتور علي العباب، قطاع التعليم بأنه "الأكثر تضررًا" جراء الحرب، مشيرًا إلى توقف آلاف المدارس وتسرب ملايين الطلاب، وغياب البنية التحتية التعليمية، ما يستدعي تكاتفًا إقليميًا ودوليًا للانتقال من الحلول المؤقتة إلى المستدامة.
كما استعرض نائب الوزير ورقة عمل حول "الاحتياج العاجل لقطاع التعليم في اليمن" استنادًا إلى نداء الاستغاثة الطارئ لعام 2025، مبينًا أبرز المتطلبات لإعادة تأهيل التعليم في مختلف المحافظات. وتطرّق إلى خطورة ثنائية المناهج في بلد واحد، والتي تشكّل خطرًا على الأمن القومي لليمن، إضافة إلى ضعفها وعدم مناسبتها للعصر، منتقدًا المناهج التي تطبقها جماعة أنصار الله (الحوثيون) والتي قال إنها لا تتناسب مع عقيدة المجتمع وثقافته، داعيًا أولياء الأمور للتحقق من المادة التي تُدَرَّس في مناطق الجماعة وعدم الزج بأبنائهم في ما وصفه بـ"أدوات غسيل دماغ".
من جهته، أكد عبد الرحمن المطوع، نائب المدير العام للمشاريع في الهيئة الخيرية الإسلامية العالمية، أن الهيئة وضعت الشعب اليمني في صدارة أولوياتها، مشيرًا إلى تنفيذ 126 مشروعًا تعليميًا خلال العام الماضي استفاد منها أكثر من 48 ألف شخص، بينهم 20 ألف طالب وطالبة.
وأوضح أن مشروعات الهيئة في اليمن على مدى السنوات الخمس الماضية بلغت قيمتها نحو 11 مليون دولار، وشملت بناء كليات جامعية، وإنشاء وتجهيز مدارس ومعاهد تقنية، ودعم التعليم الجامعي، إلى جانب برامج المنح والكفالات.
بدوره أشار غانم الشاهين، مدير البرامج والمشاريع في جمعية الرحمة العالمية الكويتية، فأكد استمرار الجمعية في تنفيذ مشاريع تعليمية متنوعة في اليمن عبر مؤسسة "التواصل"، مشيدًا بدور الكويت كـ"بلد الإنسانية" في دعم العمل الخيري على الصعيدين الإقليمي والعالمي.