بحث

الدكتور الشريف ينعي استشهاد الصحفي أنس الشريف في غزة


بحرالعرب_متابعات:

 

نشر الكاتب والمفكر التونسي الدكتور مازن الشريف برقية تعزية لاستشهاد الصحفي أنس الشريف في غزة 

وأشار الشريف في منشور نشره عبر موقع التواصل الاجتماعي الخاص به منشور عبر فيه عن ألمه لما يحدث في المنطقة رابطاً تضحية استشهاد أنس في الواقع. 

 

وقال الشريف في منشوره: كنت أقسمت أن لا أكتب عن هذه الأمة حرفا، بعد كل ما كتبت نثرا وشعرا.

وكنت عقدت العزم أن أترك مقادير الله تسري في ملك الله، لأن الفكر لا يجدي في النائمين نفعا، ولأن الكلام لا يغني أمام المأساة شيئا، ولأن العدو أحاط بنا، ونحن أعناه علينا فأحاط بعضنا ببعض، تسري فينا النميمة، ويعلو الأراذل، وينطق السفهاء، ويهجر الحكماء، ويتهم الشرفاء.

ولكني كل مرة أجدني أمام وجع مستفز لا يمكن الصمت عنه أو النكوص دونه.

داء هذه الأمة عضال مستفحل، والقتل هو القتل، والأبرياء هم الأبرياء على مذبح الحقيقة، سواء قتلهم يزيد الملعون، أو مجرم صهيون، كلهم حسين زمانه، وكلهم جرح آخر في صدر نبي آخر الزمان.

أنس الشريف، فلذة من فلذات النبي نسبا ونسبة، شاب بعمر الورد، صحفي ينقل الحقائق كما تراه عين الكاميرا بجلاء، لكن صهيون لا يكترث لأي ميثاق، ولا يبالي بأي شيء.

 

هل بإمكاننا أن لا نحزن؟

وهل لنا أن لا نرى وجه ابن فاطمة الذبيح في وجه أنس المقتول غدرا وظلما؟!

وهل هذه الأمة ستخرج بعد هذا ثائرة، ويترك الجاحدون جحودهم، والفاسدون فسادهم، لنكون صفا واحدا في وجه عدو واحد، بل تمزقنا مذهبية، ولا تفرقنا طائفية، ولا نجتمع إلا تحت خيمة الحق، تلك الخيمة المحمدية الواسعة الجامعة التي هجرها الجميع إلا قلة من الغرباء الصابرين.

 

هذه أمة مريضة بلا ريب، تتوهم النصر في غير مظانه، وترفض رؤية الحق ولو قامت عليه الحجة، وفيها منهم أشد من صهيون شرا، وأكبر من فرعون كبرا، وأضيق من النمرود صدرا، وأجرأ على الباطل من إبليس نفسه، عش للخونة، ومكمن للفسقة، وموضع للسفهاء، ودار للمنافقين على مر الزمان.

الصالحون فيها غرباء، والحق غريب، وصوت يزلزلها بصرخات الموجوعين والمبتلين، فكم من مظلوم وظالم، وكم من جاهل يفتري على عالم، وكم من مؤثر السلامة وهو غير سالم.

أدرك جيدا أن الأمة فيها أمة هي خير أمة أخرجت للناس، لكنها مخفية مطوية، مشردة مشتتة، محاصرة كخيام اللاجئين، يقصفها الحقد ويرميها الجهل ويتناوشها التعهير والتكفير، كطوابير الجياع الذين ترميهم الطائرات وتقصفهم الراجمات.

 

عزيزي وابن عمي الشريف، هل أنا حزين عليك، وعلى أهلنا في غزة، فوق ما تصف اللغة. هل بكيت في سري ودعوت لك في نجواي، أنت الآن في عالم يسمح لك بمعرفة كل شيء.

لقد طال زمن الانتظار، وأوقعنا الخونة في فخ وهم الانتصار، حتى أعقب ذلك اليوم مجازر ودمار.

وأنت الآن في جوار كريم، ونحن ها هنا ننتظر، لعل أمر الله يأتي، فتقر عينك وعين سيدك وأعين الطيبين، أو نلحق بك إلى ظل عرش القوي المتين، وحضن حضرة المصطفى الأمين..

 

آآآه يا أنس، ما أوجع الغربة، وما أمر الحقيقة، وما أبشع وجه العالم.

 

إلى رحمة الله وفراديس جنته يا حبيبي، مع كل طفل وكل امراة وكل رجل قتل ظلما، من آل ياسر إلى آل الحسين، ومن كان قبلهم وبعدهم، حتى يأتي الله بأمره الذي لا ريب فيه.

متعلقات:

آخر الأخبار