صراع النفوذ بين الإصلاح والإمارات يتصاعد في مأرب وشبوة وحضرموت
بحر العرب ـ اليمن ـ خاص:
تشهد الساحة اليمنية تصاعدًا في التوترات السياسية والعسكرية، وسط ما يبدو أنه صراع نفوذ متنامٍ بين حزب الإصلاح اليمني (المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين) ودولة الإمارات العربية المتحدة، شريك السعودية في تحالف دعم الشرعية.
ويتخذ هذا الصراع أبعادًا متعددة، أبرزها التنافس على السيطرة على موارد النفط والغاز في محافظات مأرب وشبوة وحضرموت.
وبحسب مصادر مطلعة، فإن التوترات تفجرت على خلفية سعي حزب الإصلاح إلى استقطاب شخصيات قيادية في حزب المؤتمر الشعبي العام، سياسيًا وعسكريًا، وهو ما اعتبرته الإمارات تهديدًا مباشرًا لتوازنات النفوذ في المناطق الاستراتيجية، لاسيما في مأرب وتعز.
وأفادت المصادر أن خلافًا متصاعدًا يجري خلف الكواليس بين الشيخ سلطان العرادة، محافظ مأرب والقيادي البارز في حزب الإصلاح، وبين قيادات إماراتية في التحالف، على خلفية التنافس على إدارة آبار النفط والغاز وتوجيه عائداتها.
وتقول المصادر إن الإمارات دفعت خلال الأشهر الأخيرة بعدد من القيادات الموالية للرئيس السابق علي عبدالله صالح، وعلى رأسهم العميد طارق محمد عبدالله صالح، إلى مناطق تخضع لسيطرة حزب الإصلاح، في خطوة اعتُبرت تمهيدًا لتقليص نفوذ الحزب وربما إزاحته، على غرار ما جرى سابقًا في العاصمة المؤقتة عدن.
وتشير المعطيات إلى أن الإمارات بدأت تحركات عملية لإنشاء تشكيلات مسلحة تحت مسمى "النخبة المأربية"، تضم مجندين موالين للرئيس السابق، على غرار قوات النخبة في شبوة وحضرموت، ما اعتبره مراقبون مؤشرًا على توجه إماراتي لإعادة تشكيل موازين القوة شرق البلاد، واحتواء التأثير القبلي والعسكري للإصلاح.
في المقابل، أكدت المصادر أن حزب الإصلاح بدأ باتخاذ إجراءات احترازية لمواجهة التحركات الإماراتية، شملت تشديد الإجراءات الأمنية داخل مدينة مأرب، وتركيب منظومات مراقبة متطورة، إضافة إلى تشكيل خلايا أمنية لمراقبة تحركات ضباط التحالف، ومحاولة استمالة بعضهم عبر وسائل متعددة، بما في ذلك اتهامات بتوريطهم في تعاطي المخدرات عبر عناصر أمنية متغلغلة في معسكرات التحالف.
وفي سياق متصل، كشفت مصادر مقرّبة من عضو مجلس الرئاسة محافظ مأرب أن الشيخ سلطان العرادة استُدعي إلى الرياض نهاية ديسمبر الماضي، حيث خضع لتحقيقات من قبل قيادة الحكومة الشرعية والتحالف، على خلفية اتهامات قدّمها الرئيس السابق عبدربه منصور هادي، تتعلق برفض العرادة توريد إيرادات المحافظة إلى البنك المركزي في عدن.
كما واجه العرادة – بحسب ذات المصادر – اتهامات إماراتية باستخدام عائدات مأرب لدعم عناصر حزب الإصلاح ومجموعات متشددة، فضلاً عن إدارة شبكات سوق سوداء للمشتقات النفطية، وتسهيل سيطرة تنظيمات مسلحة على بعض الحقول النفطية في شبوة وحضرموت.
ويرى مراقبون أن هذا الصراع مرشح لمزيد من التعقيد، في ظل تضارب المصالح بين أطراف الشرعية اليمنية نفسها، وغياب رؤية موحدة لدى التحالف إزاء مستقبل إدارة الموارد والثروات في المناطق المحررة.