من جراحة بسيطة إلى كارثة صحية.. عدوى تهدد بصر العشرات في مصر
من جراحة بسيطة إلى كارثة صحية.. عدوى تهدد بصر العشرات في مصر
القاهرة - بحر العرب - متابعات
لم يتوقع علاء الدين الفقي، الباحث السبعيني بمعهد البحوث الزراعية، أن تتحول عملية روتينية لإزالة المياه البيضاء من عينه اليمنى إلى بداية كابوس يهدد حياته وبصره. ففي 26 أغسطس الماضي، دخل مستشفى 6 أكتوبر للتأمين الصحي بمحافظة الجيزة لإجراء جراحة لا تستغرق سوى ثلث ساعة، ليخرج بعدها على أمل أن يرى العالم بوضوح. لكن بعد يومين فقط، بدأت المأساة.
“فوجئت باحمرار شديد في عيني وجفني بدأ ينغلق”، يروي علاء بصوت متعب لـ بي بي سي عربي. لم يكن وحده من عاش التجربة؛ عشرات المرضى أصيبوا بالعدوى نفسها عقب خضوعهم لجراحات مشابهة في القسم ذاته، ليتحول الأمل بالشفاء إلى رحلة بحث عن علاج، وتحقيقات وزارية، وإغلاق لقسم كامل للعيون.
الأطباء في مستشفيات خاصة وصفوا الوضع بـ”المأساوي”، مشيرين إلى أن العدوى البكتيرية التي تسربت داخل غرفة العمليات قد تسبب فقدان البصر نهائياً، بل وتهدد حياة بعض المرضى إذا ما انتقلت العدوى إلى العين الأخرى أو وصلت إلى المخ.
القضية لم تعد حادثاً فردياً بل تحولت إلى أزمة صحية واسعة، وضعت عشرات الأسر المصرية في مواجهة صدمة قاسية، فيما تواصل وزارة الصحة تحقيقاتها لمعرفة المسؤولين عن الكارثة وضمان عدم تكرارها.
من عملية يفترض أنها “آمنة وسريعة”، وجد المرضى أنفسهم في قلب معركة غير متكافئة مع ميكروب قاتل، يقلب حياتهم رأساً على عقب، ويثير تساؤلات كبرى حول إجراءات التعقيم والرقابة الطبية في المؤسسات الصحية.