لقاء يمني – روسي رفيع يبحث الأوضاع المعيشية وإعادة تشغيل محطة الحسوة الكهروحرارية في عدن
تحليل اخباري
لقاء يمني–روسي رفيع يبحث الأوضاع المعيشية وإعادة تشغيل محطة الحسوة الكهروحرارية في عدن
في خطوة دبلوماسية لافتة تحمل أبعاداً إنسانية واستراتيجية، عقدت المستشارة فائقة السيد، الأمين العام المساعد للمؤتمر الشعبي العام ومستشارة رئيس الجمهورية لشؤون المرأة، لقاءً مطولاً مع نائب وزير الخارجية الروسي والمبعوث الخاص للرئيس فلاديمير بوتين إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، ميخائيل بوجدانوف، في العاصمة الروسية موسكو .
الاجتماع، الذي امتد لأكثر من ساعة، عكس دفء العلاقات اليمنية الروسية وعمقها التاريخي الذي يتجاوز قرناً من الزمن، حيث ناقش الجانبان جملة من الملفات الحيوية، في مقدمتها الأوضاع المعيشية الصعبة التي يعيشها اليمنيون في ظل الحرب والانقسام السياسي، وتداعيات الأزمات الإقليمية، خصوصاً الحرب في غزة، على استقرار اليمن والمنطقة ككل .
الجانب الإنساني في صلب المحادثات
أبدى المسؤول الروسي تفهماً عميقاً للأزمة الإنسانية في اليمن، مؤكداً أن بلاده تتابع بقلق تفاقم الأوضاع المعيشية، وتولي أهمية خاصة لسبل تحسين ظروف المواطنين، بما في ذلك تعزيز البنية التحتية الحيوية .
من جهتها، شددت فائقة السيد على ضرورة تدخل موسكو للمساهمة في إعادة تشغيل محطة الحسوة الكهروحرارية في عدن، مشيرة إلى أن المحطة التي أنشأتها روسيا في وقت سابق تمثّل شريان حياة لسكان المدينة في مواجهة موجات الحر المتصاعدة، وما تسببه من مخاطر صحية مباشرة .
وقد أبدى بوجدانوف تجاوباً إيجابياً مع هذا المطلب، لافتاً إلى أن الموضوع سيكون ضمن أولويات اللقاءات المقبلة مع رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الدكتور رشاد العليمي، خلال زيارته المرتقبة إلى موسكو نهاية الشهر الجاري، كما سيتم مناقشته مع وزير النفط اليمني ضمن جدول أعمال فني مشترك .
فتح السفارة الروسية في عدن خطوة لتعزيز الحضور الدبلوماسي
وفي تطور لافت، أعلن الجانب الروسي عن نية موسكو إعادة فتح سفارتها في العاصمة المؤقتة عدن بحلول نهاية العام الجاري، في خطوة من شأنها تعزيز الحضور الدبلوماسي الروسي في اليمن، ودعم جهود الاستقرار في المناطق الحيوية، لا سيما في البحر الأحمر وباب المندب. وقد رحبت فائقة السيد بهذه الخطوة، معتبرة أنها تصب في صالح تطبيع الأوضاع وتعزيز الثقة الإقليمية والدولية تجاه مستقبل اليمن .
القضية الفلسطينية ومواقف روسيا الثابتة
كما استعرض الجانب الروسي رؤيته للتطورات الإقليمية، مجدداً إدانته للعدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني، وتأكيده على مواقفه الثابتة في دعم القضية الفلسطينية وحق تقرير المصير، بما يشمل معالجة الإشكالات المتعلقة بالشتات والتغيرات الديموغرافية، في إطار القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية .
دعم التعليم والعلاقات التاريخية
ولم يغب عن اللقاء الجانب الثقافي والإنساني، حيث تم التطرق إلى أوضاع الطلاب اليمنيين في روسيا، بحضور نائب رابطة الطلاب اليمنيين في موسكو، حيث أشاد الجانب اليمني بالمواقف الروسية الداعمة للتعليم والتبادل الثقافي. كما تم التأكيد على عمق العلاقات الثنائية الممتدة منذ العهد السوفييتي، والتي تشكّل أساساً متيناً يمكن البناء عليه لتطوير شراكات مستقبلية متعددة الأوجه .
خاتمة: تحرك يعكس دبلوماسية متعددة المسارات
يعكس هذا اللقاء رغبة الطرفين في إعادة تفعيل قنوات التعاون على أسس استراتيجية متوازنة، تراعي البعد الإنساني وتفتح آفاقاً للتعاون الاقتصادي والخدماتي، بما يسهم في تخفيف معاناة الشعب اليمني، ويعزز حضور روسيا كفاعل مؤثر في معادلة الاستقرار الإقليمي .