بحث

غروندبرغ لمجلس الأمن: حرب اليمن تغذي توترات المنطقة.. واعتقالات الحوثيين لموظفي الأمم المتحدة تهدد جهود السلام

الاثنين 15/سبتمبر/2025 - الساعة: 7:59 م

بحر العرب ـ اليمن ـ خاص:
قدّم المبعوث الأممي الخاص إلى اليمن، هانس غروندبرغ، إحاطة شاملة أمام مجلس الأمن الدولي، اليوم الإثنين، حذر فيها من أن الصراع اليمني لم يعد مجرد نزاع داخلي، بل تحول إلى عامل مضاعف للتوترات الإقليمية، مؤكداً أن الاستقرار في اليمن والشرق الأوسط مترابط ولا يمكن عزله أحدهما عن الآخر.
غروندبرغ شدد على أن الحرب المستمرة في اليمن تمثل "صدعاً إقليمياً" تتردد آثاره عبر الحدود، مضيفاً أن غياب الحل السياسي يعمّق الانقسامات ويهدد بجرّ المنطقة إلى مزيد من التصعيد، لاسيما في ظل الحرب الجارية في غزة وما رافقها من تصاعد خطير في الأعمال العدائية بين الحوثيين وإسرائيل.
وأشار إلى أن الحوثيين كثفوا هجماتهم بالطائرات المسيّرة والصواريخ على إسرائيل، ما تسبب بإصابات وأضرار في مطار مدني، في حين ردّت إسرائيل بغارات على صنعاء ومناطق أخرى في أغسطس وسبتمبر، أدت إلى مقتل مدنيين وسقوط قادة بارزين من الحوثيين، بينهم شخصيات كانت على تواصل مع مكتبه. وقال إن "دورة التصعيد هذه آن الأوان أن تتوقف".
وخصّ المبعوث الأممي مساحة واسعة من إحاطته للتحذير من تداعيات حملة الاعتقالات التي نفذها الحوثيون ضد موظفي الأمم المتحدة. وأكد أن أكثر من 40 موظفاً أممياً ما يزالون رهن الاحتجاز في صنعاء والحديدة، بينهم موظف توفي أثناء احتجازه، رغم الإفراج عن أحد المعتقلين مؤخراً.
ووصف غروندبرغ هذه الاعتقالات بأنها "تصعيد صارخ وغير مبرر"، مشيراً إلى أن اقتحام مقار الأمم المتحدة والاستيلاء على ممتلكاتها يمثل انتهاكاً سافراً للقانون الدولي، ويقوض قدرة المنظمة الدولية على دعم جهود السلام وتقديم المساعدات الإنسانية.
وأعرب عن تضامنه الكامل مع المحتجزين، داعياً الحوثيين إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عنهم، كما طالب بإعادة أفراد طاقم السفينة إيترنيتي سي الناجين إلى بلدانهم بعد أكثر من شهرين على غرقها.
وحذّر غروندبرغ من أن الاستقرار النسبي على خطوط المواجهة في اليمن يظل هشّاً، مشيراً إلى أن التحركات العسكرية الأخيرة في مأرب وتعز والضالع قد تشعل مجدداً حرباً واسعة "ستكون عواقبها مدمرة لليمن والمنطقة".
وأكد أهمية استمرار الحوار الأمني تحت مظلة لجنة التنسيق العسكري، والحفاظ على قنوات الاتصال بين الأطراف، مستشهداً بنجاح فتح بعض الطرق الرئيسية العام الماضي كدليل على إمكانية البناء على خطوات إيجابية لتعزيز الثقة.
وفي الملف الاقتصادي، رحّب المبعوث بتحسن نسبي في سعر العملة وتراجع تكاليف المعيشة بفضل جهود الحكومة اليمنية، مشيراً إلى حوارات بنّاءة أجراها مع محافظ البنك المركزي ووزراء بالحكومة والقطاع الخاص. لكنه أكد أن استدامة هذه الإنجازات مشروطة بتجنيب المؤسسات الوطنية التسييس، واعتماد رؤية وطنية موحدة.
وكشف غروندبرغ أنه أجرى في الأسابيع الأخيرة لقاءات موسعة مع ممثلين من الحكومة اليمنية والحوثيين، إضافة إلى دول إقليمية فاعلة مثل السعودية وسلطنة عمان والإمارات، إلى جانب أطراف دولية أخرى. وأوضح أن خارطة الطريق المتفق عليها سابقاً لا تزال تمثل الإطار الأفضل للتقدم نحو وقف شامل لإطلاق النار وإصلاحات اقتصادية وعملية سياسية جامعة.
وختم المبعوث الأممي إحاطته بالتأكيد على أن "الحوار مهما كان صعباً هو السبيل الوحيد لرأب الفجوة والمضي قدماً"، محذراً من أن القرارات الأحادية لا تؤدي إلا إلى تعقيد النزاع وتعميق انعدام الثقة.
وقال موجهاً رسالته للأطراف اليمنية: "الأمم المتحدة ملتزمة بالعمل معكم من أجل خفض التصعيد والتوصل إلى تسوية سياسية جامعة بقيادة يمنية، تضمن استقرار اليمن وازدهاره".

متعلقات:

آخر الأخبار