بحث

حوار فكري رفيع بين الأديب محمود قنديل والبروفيسور أحمد علي الهمداني

الأربعاء 17/سبتمبر/2025 - الساعة: 3:17 م

 

حوار فكري رفيع بين الأديب محمود قنديل والبروفيسور أحمد علي الهمداني

بحر العرب - القاهرة - متابعات 

في لقاء نوعي جمع بين القامة الأدبية والفكرية الأستاذ الروائي الكبير والباحث الناقد والأديب محمود قنديل، ورفيق الحرف والمعرفة البروفيسور أحمد علي الهمداني، دار بينهما حوار فكري معمّق في فبراير 2021 تناول قضايا الأدب والهوية والمعرفة ودور المثقف في مواجهة أزمات الواقع العربي والإسلامي .

محاور الحوار

ركز النقاش على جملة من القضايا المحورية، أبرزها :

•الأدب كأداة مقاومة ناعمة في زمن التحولات الكبرى.

•دور المثقف العربي في تفكيك خطاب الكراهية والتعصب وبناء وعي جمعي عقلاني.

•العلاقة بين الإبداع الروائي والواقع الاجتماعي والسياسي، وكيف يمكن للنصوص أن تتحول إلى جسور للتغيير.

•البحث العلمي كقوة ناعمة للأمة، وأهمية الربط بين الجامعات ومراكز الفكر والأدب.

قيمة اللقاء

جاء هذا الحوار ليؤكد أن التقاء الكلمة بالبحث العلمي يشكّل إضافة نوعية للوعي الجمعي العربي، ويمثل نموذجًا للتكامل بين الأديب المبدع والباحث الأكاديمي.

وقد اتسم اللقاء بروح نقدية بنّاءة ورؤية مستقبلية، استشرفت آفاق الأدب والفكر في خدمة القضايا الوطنية والإنسانية.

هذا الحوار لم يكن عابرًا، بل يعكس حاجة المرحلة إلى شراكة بين الفكر والأدب والبحث الأكاديمي، لتوليد خطاب جديد يواجه تحديات الهوية، والتطرف، وتراجع القيم الإنسانية في زمن صاخب بالتحولات

وفيما يلي نص الحوار :

 د. أحمد علي الهمداني :
* أتقن اللغة الروسية وقرأ كثيرًا في الأدب الروسي فخضت طريق الترجمة
* المشهد الثقافي في اليمن غير مستقر في الأوقات والظروف الحالية
* مستقبل الثقافة العربية يبشر بالخير على الرغم من الفوضى ومحاولات تدمير الإنسان العربي
* قرار الرئيس بوتين بمنحه وسام بوشكين العالمي نقله من المحلية والقومية إلى العالمية
* قدم للثقافة العربية دراسات نقدية في الشعر والسرد والأدب الشعبي

 ضيفنا ناقد ومترجم وشاعر يمني كبير، ولد أوائل خريف عام ١٩٥١ بعدن (جنوب اليمن)، درس القرآن والفقه في سن مبكرة، وعشق القراءة فعكف - في صدر شبابه الأول - على قراءة القصص والملاحم والسير الشعبية العربية التي أثرت - كما يقول - روحه وذهنه، وفتحت له الأبواب واسعة على الشعر والنثر.
شارك في العمل الوطني من خلال عضويته بالتنظيم الشعبي للقوى الثورية لجبهة تحرير جنوب اليمن (ضد المحتل البريطاني)، وزج به في السجن إلى أن أفرج عنه الرئيس قحطان الشعبي بقرار جمهوري فور الاستقلال.
حصل عالِمنا الجليل على درجة الماجستير من الاتحاد السوفيتي (جامعة سيمفيروبل بأوكرانيا) ١٩٨٤، عن رسالته " الأبعاد الموضوعية والخصائص الفنية في مسرحيات تشيخوف".
أما الدكتوراه فقد حصل عليها من جامعة موسكو ١٩٨٩ عن أطروحته " تشيخوف في النقد العربي".
وله نحو ٥٧ كتابًا في النقد والترجمة والتراجم والشعر، منها : دراسات في القصة اليمنية - الأدب الشعبي وعلاقته بالأدب - الفلكلور اليمني - قراءة في الإبداع وأشياء أخرى - المدخل إلى علم الأدب (ترجمة) - نصوص من الأدب الروسي (ترجمة) - الزبيري شاعر التغيير في اليمن (تراجم) - ديوان الهمداني - أعلن الآن ( شعر).
وقد شغل منصب نائب رئيس جامعة عدن منذ عام ١٩٩٥ وحتى ٢٠١٤، ويعمل حليًا أستاذًا للأدب الحديث بكليتي التربية والآداب ( جامعة عدن).
ومع أستاذنا الدكتور أحمد علي الهمداني كان لنا هذا اللقاء.
حوار 

محمود قنديل

كتبتم القصيدة ومارستم النقد واحتفيتم بالترجمة، فأي هذه الألوان أكثر اقترابًا منكم؟
-كتابة القصيدة وتصنيف النقد وممارسة الترجمة كلها قريبة إلى قلبي.

بدأت حياتي الأدبية بالقصيدة في السبعينيات.

وكانت البداية في القصيدة العمودية في مستهل السبعينيات .

وكتبت النقد منذالنصف الثاني من السبعينيات.

ومارست الترجمة في مطلع الثمانينيات بعد أن أتقنت اللغة الروسية وقرأت كثيرا في الأدب الروسي فترجمت أعمالا مختلفة الشكل والجنس والنوع.

وكانت دراستي في الاتحاد السوفيتي السابق خيرا في كثير من مناحي الحياة والثقافة.

وكان احتكاكي في الاتحاد السوفيتي بكثير من الناس السوفيت الذين هم ينتمون إلى مختلف القوميات.

وتعرفت إلى الكثير من أبناء مختلف القارات الذين كانوا معنا في قاعة الدرس؛ وهو الأمر الذي مكنني من معرفة عاداتهم وأخلاقهم وطرق حياتهم.

وكان الروس والاكرانيون هم أكثر الناس الذين اندمجت بهم.

قرأت حكاياتهم واطلعت على أمثالهم وألغازهم  .

وانكبت على المسرح الروسي فشاهدت عشرات المسرحيات وعشرات الأفلام.

وقد شدني الكاتب الروسي العالمي تشيخوف إليه أكثر من غيره فحضرت كل مسرحياته الكبيرة وذات الفصل الواحد.

حصلتم على الدكتوراه من جامعة موسكو عام ١٩٨٩ عن أطروحتكم "تشيخوف في النقد العربي"، لماذا اخترتم تشيخوف دون غيره من عمالقة الأدب الروسي؟
تشيخوف كان نهاية وبداية في الوقت نفسه في تاريخ الأدب الروسي والعالمي.

كان نهاية مرحلة وبداية مرحلة أخرى. تعرفت إليه في نهاية السبعينيات ودرسته عن كثب في الثمانينيات دراسة مستفيضة وانكببت على أعماله أقرؤها وأتفحصها. وكانت رسالتي في الماجستير عنه تحت عنوان الأبعاد الموضوعية والخصائص الفنية لمسرحيات تشيخوف عام1984وكنت قد ترجمت بعض أعماله في كل من سيمفيروبل في شبه جزيرة القرم التي عشت فيها 5 سنوات.

وقد اتخذت قرارا بكتابة رسالة الدكتوراه عنه وعلاقته من هذه الناحية أو تلك بالعرب والأدب العربي، قررت أن أكتب عن تقويم النقد العربي تجربة تشيخوف المسرحية والسردية.

وكيف كان العرب ينظرون إليه ويحددون أدبه المسرحي والسردي، كانت المشكلة الأساسية التي واجهتني هي كيف الحصول على الكتابات النقدية العربية إذ لم يكن منها شيء في اليمن فيممت نحو مصر العظيمة الجميلة معظم النقاد العرب الذين كتبوا عن تشيخوف ووقعت أعمالهم في متناول يدي هم من مصر التي شكلت ثقافتي ونظرتي إلى الحياة والناس منذ السبعينيات إلى يومنا هذا .

فقد تربيت على ماكتبه الأشقاء والأساتذة العمالقة المصريون.

أتقدم بالشكر الجزيل والامتنان الكبير إلى الأستاذ الدكتور العالم الفذ سمير بيبرس الذي زودني بالكثير من الأعمال التي نشرت في مصر، تشيخوف نموذج فني باذخ لمن أراد أن يكتب المسرحية والأقصوصة والقصة وهو يقدم إلى القارئ تقنية فنية عالية حددت معالم الكتابة المسرحية والسردية يؤكد تشيخوف في أعماله على قيم الجمال الحقيقي وعلى الإيمان بالعمل وقدرته على تغيير الناس والحياة وعبر في أدبه السردي والمسرحي عن الدعوة إلى المستقبل .

وآمن بأن المستقبل سيأتي جميلا مشرقا وكل هذا انعكس في فهم النقد العربي لتجربة تشيخوف الإبداعية.

المشهد الأدبى في اليمن، كيف ترونه خاصة بعد ما سُمي ب "ثورات الربيع العربي"؟
المشهد الثقافي اليمني غير مستقر البتة ولاسيما في الأوقات والظروف الحالية.

لقد جنت ثورات الربيع العبري على الحياة والناس في عالمنا العربي من دون استثناء؛  وإن تفاوتت تأثيراتها في كل بلد على حدة. نشبت الحرب الظالمة على سوريا واليمن وليبيا والعراق وفي غيرها، الشيء الذي أضعف حركة الثقافة والفكر.

كان اليمن قد حقق تقدما ملموسا في رفع معنويات المثقفين وفي إرساء مداميك الحركة الثقافية؛ فانتشرت دور النشر والطباعة، وانتشر الكتاب اليمني انتشارا واسعا في مختلف الأجناس والأشكال، وتقدمت حركة الإبداع الشبابي الذكوري والنسائي.

وكانت 2004 عام صنعاء عاصمة الثقافة العربية حدثا ثقافيا منقطع النظير حيث طبعت الدولة عددا كبيرا جدا من المؤلفات المختلفة الاتجاه والجنس والشكل.

كل هذا تعطل وأفسدت هذه الثورات كل هذا فتراجعت الثقافة وتقهقرت عملية انتشار الكتاب .

لكن هناك جهود ذاتية موفقة للشباب المبدعين في عدن وصنعاء وغيرها من المدن من دون إسناد حكومي .

أحدَثَ ديوانكم الموسوم " أعلن الآن" صدىً عاليًا في سماء الإبداع اليمني عام ٢٠١٢، هل يعود ذلك لملامح التفرد التي ضمتها القصائد؟
- ديوان أعلن الآن انعكاس للأحداث التي مرت وتمر في بعض بلدان العالم العربي.كان استجابة واعية لما حدث ويحدث في اليمن وسوريا وليبيا والعراق .

وفي غيرها من أجزاء العالم العربي المطحون بالمؤامرات والتعدي على الحرية الإبداعية.

أعلن الآن كانت موجهة مباشرة إلى سوريا البطلة الصامدة.

لكن هذه القصائد عبرت عن كل هذا وعن غير هذا وعن أكثر من هذا في معمارية فنية راقية بعيدة عن الصراخ والزعيق.

  نود أن تكلمنا عن سمات الرواية اليمنية وعن أبرز كُتّابها في المرحلة الراهنة؟
قطعت الرواية اليمنية طريقا صعبا منذ صدور أول رواية يمنية في عدن عام 1939 لرائد حركة التنوير في اليمن المفكر الكبير محمد علي لقمان الذي نشر روايته الثانية عام 1947 تحت عنوان كملا ديفي أو آلام شعب وقد حققت الرواية اليمنية تقدما ملموسا؛ على الرغم من مرورها بإرهاصات كلفتها الشيء الكثير من التقدم والتقهقر من مرحلة إلى أخرى.

وشكلت رواية يوميات مبرشت قفزة في الاتجاه نحو تحديث الرواية ومعاصرتها وهي الصادرة عام 1948.

تناسلت الرواية والروائيون منذ السبعينيات،وصارت أعداد الروايات اليوم في تقدم ملموس .

لكن إشكالية الرواية العربية في أنها وقعت في عملية اختصار الحجم.

ومن المهم أن يعرف القارئ أنني تربيت على مفاهيم الرواية الروسية عند جوجول وتورجنيف ودوستويفسكي وتولستوي وغيرهم من الكتاب الروس العظام.

وأصبح من الصعب علي أن أقر بأن العمل السردي الذي لايتجاوز أربعين صفحة رواية. صحيح أن الحجم عنصر شكلي.

لكنه مهم إلى مقاييس ومواصفات أخرى كثيرة في الحقيقة ازدادت وتضاعفت أعداد الروايات المنشورة في اليمن، حتى أمكن القول إن الحس الروائي والحركة الروائية كتابة وطباعة ونشرا تتقدم على الرغم من كل عوامل التعرية.

لنأخذ الإحصائية الآتية :نشرت في اليمن منذ عام 1939 حتى عام 2010في حدود 144 رواية وظهرت من عام 2010 حتى نهاية 2010 أكثر من ثمانين رواية، ومن عام 2010 حتى 2020 طبعت 122 رواية على وجه التقريب.

وهو عدد مهم يلقي بظلاله على حركة نشر الكتاب في اليمن على الرغم من الحرب وأهوالها.

ومع هذا نحن نطمح في مزيد من الأعمال الروائية.

وإذا كان عدد السكان في حدود ثلاثين مليونا فإن عملية طباعة وتأليف وتصنيف الرواية مازالت تتعثر.

وقد صاحب عملية الإبداع في التأليف الروائي حركة نقد معقولة ومقبولة ظهرت على أشدها في جامعتي صنعاء وعدن في ظل تطور الدراسات العليا.

ومن المهم أن الرواية اليمنية تأثرت بالرواية العربية ولاسيما المصرية.

وقد قرأ الروائيون اليمنيون الرواية العالمية فتأثروا بها  ومن هنا أخذوا سمات أعمالهم من كل هذا  غير أن الرواية اليمنية غارقة في الواقع الاجتماعي والسياسي اليمني.
     ولعلنا نذكر - هنا - أن من أبرز كُتَّاب الرواية في اليمن حبيب سروري ( وهو مقيم بفرنسا) ونادية الكوكباني ومحمد الغربي عمران وعلى المقري و وجدى الأهدل. 

تُرى ماذا عن مستقبل الثقافة العربية في ظل ضبابية المشهد والتباس الرؤى؟
 مستقبل الثقافة العربية يبشر بخير على الرغم من الفوضى ومحاولات تدمير الإنسان العربي وسحق قدراته وكبح امتدادته في الزمان والمكان.

وهكذا كان دأب الثقافة العربية عندما يخبو مركز يشعل مركز آخر أضواءه.

لن تموت الثقافة العربية مطلقا وستظل تتجدد من مكان إلى آخر ومن زمان إلى آخر.
ولو أننا قلبنا في عصور الثقافة العربية الممتدة والمختلفة لوجدنا أن الثقافة العربية كانت تشرق وتستعيد عافيتها رغم الظلام الدامس.

فكما هزمت مصر التتار والصليبيين في الماضي فقد هزمت في الحاضر التتار الجدد.
ونحن نرى اليوم أصواتا جديدة وإشعاعات قوية تصدر هنا وهناك، لترمم حالات الانهيار وحلقات التآمر رغم بط الحركة .

ويحدث ذلك في كثير من أقطار العالم العربي رغم الحرب المفروضة علينا.
اسمح لي أن تكونوا أنتم نموذجي.

فقد صدرت لكم عدة روايات وأثريتم حركة الرواية العربية متحديا الزمن وعوامل الفوضى.
ولعل هذا الشيء يدل على أن حركة الإبداع ماضية إلى ماهو مقدر لها.

ولايمكن أن تهزمنا حلقات البؤس والتشرذم.

بدا ولعكم بالحكايا والأمثال الشعبية والفلكلور اليمني، فما الدافع وراء هذا؟
 ولعي بالأدب الشعبي اليمني بدأ منذ الصغر حين كانت جدتي لأبي تروي لي روائع الحكايات والأمثال والألغاز والأغاني الشعبية اليمنية حين كنا نجتمع حولها أنا وإخوتي كل مساء .

أضف إلى ذلك فقد ولدت في حي شعبي في مدينة الشيخ  عثمان بعدن واندمجت في حاراتها وأزقتها واختلطت بالناس البسطاء فعرفوني وعرفتهم فاستوعبت ثقافتهم وحياتهم .

وقد نشرت في هذه الثقافة الشعبية كتبا وجمعت أخرى.

وقد انتهيت في العام الماضي من جمع موسوعة الأمثال الجنوبية اليمنية تحتوي على عشرة آلاف مثل .

لقد وجدت أن أصالة الإنسان اليمني تكمن في ثقافته الشعبية.

في الحكايات والأمثال والأغاني والأحاجي وفي الأشكال الشعبية الأخرى.

الأدب الشعبي اليمني مهم في حياة الناس وفي كشف أفعالهم وأقوالهم ورؤاهم وتصوراتهم.

فكان من الضروري جمع التراث الشعبي أولا ودراسته ثانيا.

شغلتم منصب نائب رئيس جامعة عدن لشؤون الدراسات العليا والبحث العلمي منذ عام ١٩٩٥ وحتى ٢٠١٤، ما الذي أضفتموه إلى الواقع الأكاديمي والحياة الثقافية خلال تلك الفترة الطويلة؟
- لقد حققنا نجاحات مهمة في إطار الدراسات العليا في جامعة عدن في الفترة المذكورة .

فتحنا الدراسات العليا ووصلت برامج الدراسات العليا إلى أكثر من خمسين برنامج في الماجستير وخمسة عشر برنامجا في الدكتوراه.

وإذا عرفنا أن البداية كانت مع وجودنا في هذا المنصب فهمنا قدر الجهد المبذول في تحقيق كل ذلك أصبحت جامعة عدن مكتفية ذاتيا في كثير من التخصصات المطلوبة في العلوم الإنسانية والطبيعية والتطبيقية.

في عام ٢٠١٢ فزتم بجائزة بوشكين الروسية تقديرًا لإسهامكم في تطوير الثقافة الروسية بالخارج، فما الذي مثلته هذه الجائزة لكم؟
- لقد حصلت على جائزة ووسام بوشكين لقاء الترجمات عن الأدب واللغة الروسية. فقد ترجمت ونشرت في اليمن وعمان الأردن عددا من المؤلفات الروسية.

الشيء الذي ثمنته لجنة الجوائز المركزية الروسية العليا فأصدر الرئيس الروسي السيد بوتين قراره بمنحي الجائزة والوسام. فقد كنت العربي الثالث الحاصل على هذه الجائزة بعد السوري علي عقلة عرسان والمصري الدكتور أبوبكر يوسف وسام بوشكين العالمي يعني انتقالي من المحلية والقومية إلى العالمية الأمر الذي زاد من اهتمامي بتوثيق العرى الثقافية .

أثريتم ثقافتنا المعاصرة بعشرات الإصدارات، نود معرفة الرسالة التي أردتم إيصالها إلى مثقفي عالمنا العربي؟
- دخلت معترك الحياة الأدبية منذ عام 1972.

كانت البداية بطيئة ومتأنية.

ونشرت قصائد ومقالات وأنا أعمل مدرسا للغة العربية في مدارس عدن الإعدادية .

التحقت بالجامعات السوفيتية اجتزت البكالوريوس والماجستير والدكتوراه.

وفي هذه الأثناء نشرت حتى يومنا هذا ما يقرب من سبعا وخمسين كتابا إبداعا وتأليفا وترجمة وإعادة نشر.

كانت اهتماماتي تتركز على الأدب اليمني العربي وعلى الأدب الروسي وخصوصا تشيخوف.

كتبت في موضوعات شتى متقاربة ومتبا...عدة في آن واحد قدمت دراسات نقدية كثيرة في مختلف اتجاهات الأدب الشعبي والمسجل.

دراسات في الشعر والسرد والأدب الشعبي  وركزت على الحياة الأدبية في اليمن ولاسيما مدينتي عدن .

لقد أردت أن أكشف كل غنى الحياة الثقافية اليمنية على امتداد القرن الفارط والعقدين الحاليين.

تطلعت إلى التعريف بالأدب اليمني وكشف كنوزه، وأردت أن أقول للعالم هذي اليمن كما يقول الفنان الكبير عبد الرب إدريس.

نصيحة يوجهها دكتور أحمد علي الهمداني ( أستاذ الأدب الحديث بجامعة عدن) إلى المواهب الأدبية الصاعدة في شتَّى بقاعنا العربية؟
- أتوجه إلى الأدباء الشبان وأنصحهم بعدم القطيعة مع الماضي المشرق للأمة العربية والإسلامية.

وأدعوهم إلى الانكباب على التراث العربي القديم والجديد، وأن يتقنوا اللغة العربية، وأن يربوا أنفسهم على أجمل ما في تاريخنا من كنوز وأن لايقطعوا صلاتهم بجيل الرواد العرب الذين تربى جيلنا على أيديهم وتتلمذنا على إبداعاتهم وأن يتقنوا لغة أجنبية واحدة في الأقل لتوسيع مداركهم واستيعاب التجربة الإبداعية والعملية . 

هل لنا أن تحدثنا عن مشاريعكم القادمة في الشعر والنقد والترجمة والبحوث الأكاديمية ؟
- في الحقيقة مشروعي الكبير هو الانتهاء تماما ووضع اللمسات الأخيرة لعملي الموسوعة الجنوبية اليمنية تحتوي على عشرة آلاف مثل.

لقد كلفتني ربع قرن من حياتي العملية الإبداعية وأرهقتني تماما.

لكن الحمد والشكر لله الذي وفقني على الانتهاء منها.

أطمح في تأليف دراسة مطولة حول الرواية اليمنية وتأثرها بالرواية العربية والعالمية.

متعلقات:

آخر الأخبار