صاروخ “سجيل”: أول استخدام عملي وتصعيد استراتيجي
أثار إعلان الحرس الثوري الإيراني عن استخدام صاروخ سجيل في ضربات صاروخية لأول مرة، موجة من التحليلات حول نوعية هذا الصاروخ وأبعاده العسكرية. ويُعتبر “سجيل” من أخطر الصواريخ الباليستية في ترسانة إيران، وله دلالة استراتيجية كبيرة في حال دخوله ساحة المواجهة الفعلية مع إسرائيل أو أي خصم إقليمي.
⸻
ما هو صاروخ “سجيل”؟
• سجيل هو صاروخ باليستي متوسط إلى طويل المدى من إنتاج الصناعات الدفاعية الإيرانية.
• يتميز بأنه يعمل بـ الوقود الصلب، وهو ما يميّزه عن كثير من الصواريخ الإيرانية الأخرى التي تعمل بالوقود السائل مثل “شهاب”.
• الاسم “سجيل” مأخوذ من القرآن الكريم ويعني “حجارة من سجيل”، في إشارة رمزية للضربات المدمّرة.
⸻
الخصائص التقنية للصاروخ:
• المدى يتراوح بين 2,000 إلى 2,500 كيلومتر، ما يجعله قادراً على ضرب أهداف في عمق إسرائيل، وحتى أبعد من ذلك.
• الصاروخ يتكوّن من مرحلتين تعملان بالوقود الصلب، ما يعني سرعة أكبر في الإطلاق وجاهزية قتالية أعلى.
• يمكن إطلاقه من منصات متحركة، مما يصعّب رصده مسبقًا أو تدميره قبل الإطلاق.
• تبلغ سرعة الصاروخ أكثر من 5 ماخ (أي أكثر من 5 أضعاف سرعة الصوت)، ما يجعله ضمن فئة الصواريخ الفرط صوتية (hypersonic).
• يُعتقد أن رأسه الحربي يزن بين 500 إلى 650 كيلوغرام، ويمكن أن يحمل مواد شديدة الانفجار.
⸻
لماذا يُعد استخدامه تطورًا خطيرًا؟
• يُستخدم لأول مرة في ميدان العمليات الحربية، ما يدل على تحوّل إيراني من الردع إلى التهديد المباشر.
• هذا النوع من الصواريخ يُعتبر استراتيجياً وليس تكتيكياً، أي أنه مخصص لضرب أهداف كبيرة أو بعيدة ومحمية.
• يمثل خطوة متقدمة في إظهار القدرات الصاروخية الإيرانية التي كانت إلى حدٍ ما محصورة في تجارب أو مناورات.
⸻
الفارق عن صواريخ أخرى مثل “شهاب”:
• “شهاب” يعمل بالوقود السائل ويتطلب وقتًا أطول للإعداد، بينما “سجيل” جاهز للإطلاق خلال دقائق.
• “سجيل” أكثر دقة وأقوى من حيث الحمولة والسرعة، مما يجعله أكثر صعوبة في الاعتراض من قبل أنظمة الدفاع الجوي.
⸻
الدلالة الإقليمية والدولية:
• الرسالة موجهة لإسرائيل: أن إيران تملك القدرة على ضرب أي نقطة في أراضيها بصاروخ عالي السرعة والدقة.
• تهديد غير مباشر للقواعد الأمريكية في المنطقة، والتي تقع ضمن مدى سجيل.
• إبراز قدرة إيران على تصنيع صواريخ محلية بالكامل، دون الاعتماد على الخارج، رغم العقوبات.
⸻
خلاصة:
إدخال صاروخ “سجيل” في المعركة يشكل نقلة نوعية في أدوات الردع الإيراني، ورسالة بأن طهران لن تكتفي بالصواريخ قصيرة المدى أو الطائرات المسيّرة. إنه تحوّل يحمل في طياته مؤشرات تصعيد قد يُغيّر معادلة الردع في الشرق الأوسط.