بحث

تغيّر المزاج العربي تجاه إيران في ظل صمت رسمي على جرائم غزة


اخباري خاص - صحيفة بحر العرب 
وارفق هذة الصورة – 14 يونيو 2025

 
في لحظة مفصلية من تاريخ المنطقة، وبينما تتوالى المجازر الإسرائيلية على غزة دون هوادة، تُصمّ آذان العواصم العربية عن إطلاق أي موقف حازم، فيما خرجت طهران لتردّ على إسرائيل مباشرة عبر هجمات بالطائرات المسيّرة والصواريخ الباليستية، فيما وصفه البعض بأنه “الردّ الأكثر وضوحًا منذ عقود”.
 
هذا المشهد، غير المسبوق في توقيته وسياقه، دفع شريحة واسعة من الشعوب العربية لإعادة تقييم المواقف. ففي ظل صمت الحكومات، بدأت أصوات الشعوب ترتفع، لا دفاعًا عن إيران كدولة أو نظام، بل كموقف. موقف يتجرأ على كسر هيبة الاحتلال والرد عليه، في وقت اكتفى فيه الآخرون بإصدار بيانات التعبير عن القلق.
 
 
العدوان الإسرائيلي على إيران
• نفّذت إسرائيل، وفقًا لبياناتها الرسمية، سلسلة من الضربات الجوية استهدفت “مناشئ نووية ومراكز صواريخ باليستية” وقادة عسكريين، في عملية حملت اسم “الأسد الصاعد”.
• جمعية الهلال الأحمر الإيرانية أفادت بأن إسرائيل قصفت ما لا يقل عن 60 موقعًا عبر ثماني محافظات منذ فجر يوم الجمعة.
 
 
إيران ترد بحزم
• في رد سريع، أطلقت إيران أكثر من 100 طائرة مسيّرة باتجاه إسرائيل، تم اعتراض بعضها في مناطق عربية مثل السعودية والأردن.
• بحلول نهاية الجمعة، أطلقت إيران ثلاث دفعات من الصواريخ الباليستية نحو تل أبيب، وتم اعتراض معظمها.
• القائد الأعلى الإيراني هدد بـ”عقاب صارم”، مؤكداً أن الرد قادم “لا محالة”.
 
 
نتائج وتداعيات الهجمات
 
أولاً: في إيران
• مقتل قادة بارزين مثل حسين سلامي ومحمد باقري، وتدمير منشآت نووية وعسكرية.
• الخبراء وصفوا الضربات بأنها وضعت إيران في “ركن ضيق” وكشفت ضعف القيادة العسكرية.
 
ثانيًا: ردّ إيران
• انطلقت عملية “العهد الصادق III”، واستُهدفت مدن إسرائيلية بصواريخ ومسيّرات، وسُمعت صفارات الإنذار في تل أبيب والقدس.
• رغم أن الأضرار كانت محدودة، إلا أن الرد الإيراني دفع الولايات المتحدة لتعزيز الدفاعات الجوية في المنطقة.
 
 
السياق والتداعيات المحتملة
• المواجهة تُنذر بتوسّع القتال ليشمل لبنان، العراق، سوريا، واليمن.
• الولايات المتحدة نشرت حاملة الطائرات “كارل فينسون” في بحر العرب لحماية منشآتها.
• الأمم المتحدة والدول الكبرى دعت لضبط النفس وتفادي حرب شاملة.
 
السيناريو الحالي خطير، ويتوقف على ما إذا كانت الأطراف ستتجه إلى تهدئة دبلوماسية، أم الانخراط في موجات جديدة من التصعيد.
 
 
ردود الفعل الإقليمية والدولية
• الكويت أدانت الضربات ووصفتها بـ”اعتداء سافر” على سيادة إيران.
• حزب الله وصف الهجوم بأنه “تجاوز لجميع الخطوط الحمراء”.
• محللون حذروا من خطر اتساع الحرب لتشمل دولًا كالسعودية والعراق ولبنان وسوريا.
• الأمم المتحدة دعت للتهدئة وعودة الحوار.
 
 
تغيّر وجهة الشعوب العربية تجاه إيران
 
الهجوم الإسرائيلي ورد إيران العسكري أثارا نقاشًا واسعًا في الشارع العربي، لا سيما على مواقع التواصل الاجتماعي، ما أدى إلى تغيّر نسبي في المزاج العام تجاه إيران، ويتضح ذلك في النقاط التالية:
 
1. إيران تتحوّل إلى فاعل مباشر ضد إسرائيل
• بعد سنوات من اتهامها بالتدخل في شؤون دول عربية، بدت إيران لأول مرة توجه قوتها العسكرية نحو العدو المشترك – إسرائيل.
• هذا التحول دفع شريحة من الشارع العربي إلى إعادة النظر في نظرتها تجاه طهران.
 
2. خطاب المقاومة والكرامة
• شعارات مثل “العهد الصادق” و”رد الكرامة” لامست وجدان الشعوب التي ترى حكوماتها صامتة أو مطبّعة.
• ناشطون في الخليج والمغرب العربي طالبوا بمواقف عربية مماثلة.
 
3. صعود محور الفعل
• الشعوب العربية بدأت تميّز بين من يُدين ومن يرد.
• التعليقات الشعبية تنوّعت بين: “إيران فعلت ما لم يفعله العرب” و“عيب علينا وإسرائيل تضرب غزة ولا نرد”.
 
4. رغم التحفظات: تحوّل في الصورة
• رغم رفض التدخلات الإيرانية في سوريا واليمن ولبنان، فإن الرد على إسرائيل أعاد رسم صورة إيران في بعض الأذهان من “دولة طامعة” إلى “دولة تقاوم”.
 
5. الشعوب تسبق الحكومات
• الشعوب، لا الحكومات، أصبحت تحدد موقفها من خلال أفعال الدول لا انتماءاتها أو طائفتها.
• الرأي العام بات أكثر وعيًا، يميّز بين العداوات المصطنعة والعدو الحقيقي.
 
 
خلاصة المشهد
 
لم يعد الرأي العام العربي رهينًا للمواقف الرسمية أو الخطابات الدبلوماسية. ومع صمت بعض العواصم العربية، برز موقف إيران – بصرف النظر عن خلفيته – كموقف فعلي، قابلته الشعوب بكثير من التأمل، وربما الإعجاب الحذر.
 
“من الذي يُعبّر فعلًا عن كرامة الأمة؟ ومن يكتفي بالبيانات الدبلوماسية؟”
 
في زمن الصمت، قد تتحوّل الصواريخ – مهما كان مصدرها – إلى لغة تعبّر عن غضب مكتوم ومطلب متراكم: الكرامة.

متعلقات: