أزمة غضب في الشارع.. فرنسا تواجه منعطف جديد
بحرالعرب_متابعات:
يواصل الشارع الفرنسي الغليان لليوم الثاني في احتجاجات عارمة مناهضة للتقشف بمشاركة مئات الآلاف، وذلك مع تولي رئيس الوزراء الجديد منصبه في خضم أزمة سياسية حادة.
ويطالب المحتجون بضرورة إلغاء خطة تقشفية تشمل إلغاء يومين من العطل الرسمية وتوفير 43,8 مليار يورو.
وقال أعضاء حركة "لنغلق كل شيء" التي تقود الاحتجاجات وتدعمها شخصيات من اليسار الفرنسي، إنهم يعتبرون أن النظام السياسي لم يعد مناسبًا للغرض المستهدف منه.
وعيّن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، الثلاثاء، خامس رئيس وزراء في أقل من عامين، وهو وزير الدفاع سيباستيان لو كورنو.
وقال حزب "فرنسا الأبية" من أقصى اليسار، إنه سيقدم بالفعل اقتراحًا بحجب الثقة عن لو كورنو، رغم أن حزب "التجمع الوطني" اليميني المتطرف، أشار إلى أنه على استعداد للعمل معه في الوقت الحالي.
وفي السياق، قالت وزارة الداخلية الفرنسية إن الاحتجاجات المناهضة للتقشف في فرنسا شهدت مشاركة ما لا يقل عن 175 ألف شخص وأسفرت عن اعتقال نحو 500 شخص.
رئيس الوزراء الفرنسي الجديد، سيباستيان ليكورنو، دعا خلال مراسم تسلمه منصبه أمس، إلى إحداث تغيير في الممارسة السياسية، محذرًا من أنه "سيتعين إحداث قطيعة، ليس فقط على مستوى الشكل أو المنهج، بل أيضًا على مستوى المضمون."
ويتولى ليكورنو رئاسة الوزراء خلفًا لفرانسوا بايرو، الذي استقال الثلاثاء بعد خسارته تصويت بالثقة في الجمعية الوطنية (البرلمان الفرنسي) على خلفية خططه المتعلقة بميزانية التقشف.
وأدت هذه الخطط، إلى جانب سخط الرأي العام على الرئيس الفرنسي الذي لا يحظى بشعبية إيمانويل ماكرون، إلى موجة من المظاهرات، اليوم الأربعاء، تحت شعار "أوقفوا كل شيء"، وتحولت هذه المظاهرات إلى أعمال عنف في بضع مناطق من البلاد.
ومن غير الواضح جذور هذه الحركة اللامركزية، لكن برنامجها المناهض للتقشف حظي بتأييد الأحزاب اليسارية والنقابات وأنصار احتجاجات السترات الصفراء التي هزت فرنسا عام 2018.
وقال الاتحاد العام للعمل في فرنسا إن ما يصل إلى ربع مليون شخص شاركوا في المظاهرات أمس الأربعاء.
وقالت وزارة الداخلية الفرنسية إن 13 من عناصر الأمن أصيبوا، وتم اعتقال المئات من بينهم 203 في باريس.
وأضافت الوزارة، أنه تم إضرام العديد من الحرائق في الشوارع العامة مع حدوث "حالات إخلال بالنظام العام"، في الوقت الذي حاول فيه محتجون اقتحام محطة مترو جار دو نور في باريس.