شذرات إستراتيجية
بسم الله الرحمن الرحيم
مـــصـــطــفـــى بن خالد
فقراء الوطن في العراء …
وأثرياء السلطة في القصور
صباح اليمن:
صرخات الجوع وصوت الغلاء
كل يوم، يستيقظ اليمنيون على واقع صارخ:
انقطاع المرتبات، انهيار الخدمات، الغلاء الفاحش، وجوع لا يُحتمل.
في المقابل، تستيقظ النخبة الحاكمة في الخارج على صرير مفاتيح الفنادق الفاخرة، وعلى بطاقات ائتمان بالدولار، تحت مسمىٍ مخزٍ: “مخصصات إعاشة”!
كيف يصنّف البنك الدولي اليمن ثاني أفقر دولة في العالم، في حين يغتسل حكامها بالرفاهية خارج الوطن؟ الفقر لم يعد نتيجة الحرب فقط، بل أصبح نظامًا سياسيًا قائمًا على استنزاف دماء وعرق الشعب.
المجلس الرئاسي والأحزاب:
غياب تام عن الوطن
من هم هؤلاء الذين يمثلون “المجلس الرئاسي” و”رئاسة الأحزاب” و”الهيئات التابعة”؟
هم نفسهم الذين يرددون شعارات “الشرعية” و”الإنقاذ الوطني”، بينما يغيبون عن الوطن جسدًا وضميرًا وروحًا.
يقبضون ملايين الدولارات شهريًا تحت مسميات بدلات، نفقات، دعم، بينما المواطن الذي يفترض أن يمثلونه لا يجد ما يسد به رمق يومه.
أين ضميركم؟
كيف تجرؤون على الحديث عن وطنٍ هجرتُم روحه قبل جسده؟
كيف تجتمعون في قصور الخارج لتقرروا مصير بلدٍ لم تعودوا تعرفون رائحته أو ترابه؟
أثرياء الحرب:
حين يصبح الفساد مؤسسة رسمية
لقد تحوّل المجلس الرئاسي والأحزاب إلى طبقة من أثرياء الحرب، لا فرق بينهم وبين تجار السلاح والفاسدين.
يجلسون على تلالٍ من الأموال بينما الوطن يغرق، وكأنهم أوصياء على جثةٍ يتقاسمونها.
الشعب لم يعد يحتاج بياناتكم أو اجتماعاتكم التمثيلية. هو بحاجة إلى أن تتركوا مقاعد الإعاشة وتواجهوا واقعكم، كما يفعل كل إنسان شريف بقي في أرضه.
وصمة عار …
على جبين السلطة
استمرار النهب المقنّن باسم “الإعاشة” هو وصمة عار لكل من وقّع شيكًا أو قبض راتبًا بالدولار وهو بعيد عن وطنه.
الفقراء لا يحتاجون تعاطفكم المصطنع، بل إلى أن تتوقفوا عن سرقتهم.
اليمن لن ينهض على أيديكم وأنتم تغتسلون بالرفاهية، بل حين تُكسر هذه الطبقة الطفيلية التي جعلت من الفساد مؤسسة رسمية.
كفى… استثمارًا بالبؤس.
كفى رفاهية على حساب دماء الشعب.
كفى ترفًا يُباع باسم الوطن، الذي لم يتبق فيه إلا كرامة مهددة.
اليمن لا يحتاج أقنعة البيانات الفارغة، بل يحتاج شجاعة حقيقية.
قيادة تواجه الواقع، لا طبقة طفيلية تغتال الأمل وتبيع الوطن بالمال المدنس الحرام.