حرب اليمن المنسية
مناشدة عاجلة إلى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي عهد المملكة العربية السعودية
صحيفة بحر العرب - خاص
مناشدة عاجلة إلى صاحب السمو الملكي
الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز
ولي عهد المملكة العربية السعودية
سموّ الأمير،
إنّ زيارتكم الأخيرة ونتائجها غير المسبوقة وضعت المملكة العربية السعودية في موقع الدولة القادرة على إعادة تشكيل موازين المنطقة وصياغة رؤاها الاستراتيجية، بما يليق بدورها وتاريخها وطموحها في بناء مستقبل أكثر استقرارًا وازدهارًا.
لقد أثمر نهجكم القيادي عن حضور سعوديّ مؤثر، يشار إليه عالميًا بوصفه نموذجًا جديدًا في ممارسة الدور الإقليمي والدولي على حدّ سواء.
ولقد استوقفني، كما استوقف العالم، تجاوب الرئيس الأميركي ترامب مع طلبكم الصريح بوقف الحرب في السودان بعد عامين من النزيف والصراع، وهو تجاوب لم يكن ليحدث لولا ما يتحلّى به سموّكم من بصيرة سياسية نافذة، وحجة واقعية قوية، وأسلوب دبلوماسي يتجاوز قوالب المبادرات التقليدية التي تبنتها دول الرباعية المعنية بالشأن السوداني.
إن نجاحكم في هذا المسعى الدقيق هو ما شجّعني على توجيه هذه المناشدة العاجلة إليكم، وسموّكم رجل دولة من طراز فريد، يملك القدرة على تحويل اللحظات الحرجة إلى تحولات تاريخية.
وإنّ أبناء اليمن – الجار الأقرب نسباً ورحماً، والأعمق ارتباطاً بالأرض واللغة والمصير – قد أنهكتهم الحرب لما يزيد على عقدٍ من الزمان.
وهم، بحكم الجوار ووشائج القربى، كانوا وسيبقون السند الأول للمملكة العربية السعودية، والداعم الأوفى لمشروعاتها التنموية واستحقاقاتها المستقبلية، متى استقرت اليمن واستعاد شعبها أمنه وسلامه.
فاليمن المستقر هو الحصن الخلفي الآمن لجارته الكبرى، وهو الامتداد الطبيعي لاستقرار المملكة ذاتها.
لقد كنتم، سمو الأمير، القائد العربي الذي حمل ملف السودان إلى البيت الأبيض، وانتزع قرار وقف الحرب هناك. واليوم، يتطلع اليمنيون – بثقة كاملة لا يعكر صفوها أي هاجس – إلى أن تكون اليمن بين حدقات أعينكم، وأن تحظى بما حظي به السودان الشقيق من مبادرة كريمة، تُنهي مأساة شعبٍ طال انتظاره للسلام.
ولكم من اليمن الأرض والإنسان خالص الدعاء، وبالغ التقدير، وأصدق الرجاء.
محبوب علي
نقيب الصحفيين اليمنيين السابق
نائب رئيس اتحاد الصحفيين العرب الأسبق