جوهانسبرغ: انطلاق قمة مجموعة العشرين في أفريقيا وسط غياب أميركي لافت
صحيفة بحر العرب - متابعات
انطلقت اليوم السبت، في مدينة جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا أعمال قمة زعماء مجموعة العشرين، في حدث تاريخي يُعقد لأول مرة على أرض أفريقية، بمشاركة ممثلين عن 42 دولة ومؤسسة دولية، وسط غياب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، واهتمام إعلامي واسع، في ظل تحديات اقتصادية عالمية غير مسبوقة.
وأكد رئيس جنوب أفريقيا، سيريل رامافوزا، في الجلسة الافتتاحية، أن القمة تمثل فرصة لتعزيز الشراكة والتعاون بين الدول للتوصل إلى حلول مشتركة للأزمات العالمية، مشددًا على أن التفاهم الدولي شرط أساسي لتحقيق التنمية المستدامة. ودعا إلى زيادة الاستثمارات في البلدان النامية، والحد من مخاطر التغير المناخي، وتحسين الدعم للمناطق المنكوبة، ووضع حد للفقر والبطالة، خاصة في دول الجنوب.
من جانبه، حذر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن مجموعة العشرين تواجه صعوبة بالغة في معالجة الأزمات الدولية الكبرى، مشيرًا إلى أن غياب بعض الأعضاء، بمن فيهم الولايات المتحدة، يزيد من صعوبة تحقيق توافق عالمي، محذرًا من أن المجموعة قد تكون "على مشارف نهاية دورة" إذا لم تتحرك الدول الكبرى جماعياً.
يعتبر غياب الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحدث الأبرز في القمة، حيث أعلن مقاطعة بلاده، متهمًا الدولة المضيفة بممارسة التمييز ضد البيض خلال الحقبة السابقة للفصل العنصري، رغم أن واشنطن أرسلت ممثلًا لحضور مراسم تسليم الرئاسة الدورية دون المشاركة في أعمال القمة.
كما غاب عن القمة الرئيس الصيني شي جين بينغ، ومثله رئيس الوزراء لي تشيانغ، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ممثله ماكسيم أورشكين، والرئيس الأرجنتيني خافيير ميلي، وممثلون رفيعو المستوى من نيجيريا والمكسيك، بينما حضر كبار قادة العالم من بينهم: الرئيس الفرنسي ماكرون، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، والرئيس التركي رجب طيب أردوغان، ورئيس البرازيل لولا دا سيلفا، وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، إضافة إلى كبار مسؤولي الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة.
تسعى جنوب أفريقيا إلى تسليط الضوء على قضايا دول الجنوب، ومنها:
- معالجة التفاوتات الاقتصادية وتحسين تمويل التنمية للدول الهشة.
- زيادة الاستعداد لمواجهة الكوارث المناخية وتعزيز التمويل المناخي.
- إعادة هيكلة الديون وتخفيفها للدول الفقيرة.
حماية المجتمعات المحلية والدول المصدرة للمعادن الحيوية، في ظل التنافس الدولي على الموارد الأفريقية.
ويؤكد الخبراء أن القمة تمثل لحظة مهمة للقارة الأفريقية والدول النامية، رغم غياب بعض الزعماء.
وشهدت جوهانسبرغ حركة غير مسبوقة استعدادًا للقمة، مع انتشار أكثر من 3500 عنصر شرطة ووضع الجيش في حالة تأهب، إضافة إلى تزيين الطرق المؤدية من مطار أور تامبو الدولي إلى وسط المدينة بلافتات وزهور ملونة، فيما ظهر الرئيس رامافوزا شخصيًا في الشوارع للمساعدة في أعمال التنظيم والتنظيف، في خطوة رمزية لافتة.
ورغم هذه الجهود، انتقد بعض المواطنين تكلفة القمة في ظل الضغوط الاقتصادية وارتفاع نسبة البطالة إلى نحو 31%، مؤكدين ضرورة أن تترجم هذه الاجتماعات إلى سياسات ملموسة تدعم المواطنين.
وتأسست مجموعة العشرين عام 1999، وتضم 19 دولة إلى جانب الاتحاد الأوروبي والاتحاد الأفريقي، وتمثل مجتمعة 85% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي وثلثي سكان العالم. وتهدف المجموعة إلى تعزيز التعاون الاقتصادي العالمي، ومناقشة القضايا المالية والسياسية، وتقديم حلول جماعية للتحديات الدولية الكبرى، مع التركيز على الشراكة بين الاقتصادات المتقدمة والناشئة.
وتتولى جنوب أفريقيا رئاسة القمة الحالية بعد عام كامل من التحضير، على أن تسلم الرئاسة إلى الولايات المتحدة في ختام الاجتماع الذي يستمر يومين بمركز "ناسريك" للمعارض، أكبر قاعات المؤتمرات في البلاد.