بحث

الشعب واحد… فمن سرق الوطن؟

إبتسام محمد الحمدي

 

الشعب واحد… فمن سرق الوطن؟

هدهدٌ واحدٌ
هزَّ عروش الكذب،
وأجبر أمةً على الإسلام،
بينما أكثر من ستين ألف سياسي في اليمن
عجزوا أن يصنعوا إنسانًا صادقًا واحدًا.

الله واحد،
الرسول واحد،
الكتاب واحد،
الصلاة واحدة،
اللغة واحدة،
الدين واحد،
والمواطن واحد.

فمن أين جاءت هذه الشظايا؟
ومن الذي كسر الصورة؟
ومن الذي حوّل الوحدة إلى سلاح،
والخلاف إلى تجارة،
والوطن إلى غنيمة؟

﴿ إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً ﴾
لكنهم أبوا إلا أن يمزقوها.

نقولها بوضوح لا يقبل التأويل:
القيادة التي لا تقدّم تنازلًا للشعب
هي قيادة غير شرعية،
ومن يتمسك بالكرسي فوق أنقاض الناس
فهو خصمٌ لهذا الوطن لا راعٍ له.

﴿ وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا ﴾
فالسكوت شراكة،
والحياد خيانة مقنّعة.

أنتم هنا لخدمتنا،
لا لكسر ظهورنا،
ولا لإذلال المواطن،
ولا لتحويل الجوع إلى أداة حكم.

في اليمن آلاف الشباب
أنقى من ملفاتكم،
وأصدق من خطاباتكم،
وأقوى من تحالفاتكم.
يستطيعون الحكم،
ويعرفون القانون،
ولا يحتاجون إلى وصاية.

من منحكم حق إعلان الوحدة أو الانفصال؟
من فوّضكم الكلام باسم الشعب؟
القرار ليس بندقية،
ولا بيانًا عسكريًا،
ولا اتفاقًا فوق الطاولات.

﴿ وَأَمْرُهُمْ شُورَىٰ بَيْنَهُمْ ﴾
والشورى لا تُختطف.

نطالب، لا نتوسّل،
باستفتاء شعبي حرّ،
وتحكيم صوت المواطن،
وإسقاط كل قرار لا يمر عبره.

كفاكم ظلمًا،
في الشمال أو الجنوب،
من فوق أو من تحت،
فالجلاد واحد…
وإن اختلفت لهجاته.

وإن استمرّ الاستكبار،
فنحن نعرف طريق السماء،
وسنرفع هذا الوطن إلى خالقه،
فدعوة المظلوم لا تخطئ،
ولا تحتاج إلى تصريح.

﴿ وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ ﴾

الرجال تُعرف في المواقف الصعبة،
وهذا امتحانكم الأخير.
إما حكمٌ بعدل،
أو تنحٍّ كريم،
أما الهروب فلن ينقذكم من التاريخ.

من هذه اللحظة:
لا تساوم،
لا تساير،
لا تبيع صوتك،
ولا تجعل الوطن فكةً في جيب الفاسدين.

﴿ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ ﴾

بسم الله الرحمن الرحيم،
من شعبٍ مسحوق،
لكنه لم يُهزم:

نشكوا إليك يا الله ضعفنا،
لكننا لم نفقد بصيرتنا،
فاختر لنا ولا تخيّرنا،
واكسر قيود الظلم كما تشاء،
فأنت القادر ونحن الشهود.

والسلام على من اختار الوطن…
والعار على من باعه.

ابتسام محمد الحمدي

آخر الأخبار